الثلاثاء، 8 نوفمبر 2022

من جوامع الدعاء (03)

 من جوامع الدعاء (03)



عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُو: "رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ
عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ هُدَايَ إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى
مَنْ بَغَى عَلَيَّ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ شَاكِرًا، لَكَ ذَاكِرًا، لَكَ رَاهِبًا، لَكَ مِطْوَاعًا،
إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوْ مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي،
وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي"
. وفي رواية " إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا

أخرجه النسائي في "الكبرى" (10368)، وأبو داود (1510)، والترمذي
(3551)، وابن ماجه (3830)، وصححه الألباني في صحيح الجامع
الصغير وزيادته (1/ 656)، والوادعي في الصحيح المسند مما ليس
في الصحيحين 1 515

الشرح:
قولهنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةرَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي) بجعلها صحيحة بشرائطها واستجماع آدابها فإنها
لا تتخلف عن حيز القبول قال تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده}
[الشورى: 25]

قولهنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَاغْسِلْ حَوْبَتِي) بفتح الحاء ويضم أي امح ذنبي، والحاب
الإثم سمي بذلك لكونه مزجورا عنه، إذ الحوب في الأصل لزجر الإبل

ثم ذكر الغسل ليفيد إزالته بالكلية والتنزه والتقصي عنه
كالتنزه عن القذر الذي يستنكف عن مجاورته

قولهنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَأَجِبْ دَعْوَتِي) أي: دعائي

قولهنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَثَبِّتْ حُجَّتِي) أي: على أعدائك في الدنيا والعقبى
أو ثبت قولي وتصديقي في الدنيا وعند جواب الملكين في القبر
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 5 1724

قولهنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَاهْدِ قَلْبِي) أي: إلى معرفتك والقيام بشكرك
شرح سنن أبي داود لابن رسلان 7 302
قولهنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَسَدِّدْ) أي: صوب وقوم. (لِسَانِي) حتى لا ينطق
إلا بالصدق ولا يتكلم إلا بالحق

قولهنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوَاسْلُلْ) بضم اللام الأولى أي أخرج

قولهنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةسَخِيمَةَ قَلْبِي) أي: غشه وغله وحقده وحسده ونحوها،
مما ينشأ من الصدر ويسكن في القلب من مساوئ الأخلاق

وفي رواية "سخيمة صدري" قيل السخيمة الضغن والحقد من السخمة وهو
السواد ومنه سخام القدر، وقيل السخيمة الضغينة وإضافتها إلى الصدر لأن
مبدأها القوة الغضبية التي في القلب الذي هو في الصدر، وسَلُّها إخراجها
وتنقية الصدر منها من سل السيف إذا أخرجه من الغمد
[انظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (5/ 1723) (5/ 1724)].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق