الأربعاء، 17 مايو 2023

فى رحاب آية101

 

فى رحاب آية101


إن خلق الإستغفار خلق رفيع الشأن عظيم المكانة تخلَّق به صفوة الخلق من الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام،

فحينما كان إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام يدعو والده إلى التوحيد والإسلام وقابله والده بالإعراض،

كان أول ما لجأ إليه إبراهيم الخليل هو الإستغفار، طمعاً في هداية الأب إلى طريق الصواب:

{قال سلامٌ عليك سأستغفر لك ربي إنه كان حفيًا} [مريم:47].

قال قتادة رحمه الله: إن القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، أما داؤكم فالذنوب وأما دواؤكم فالإستغفار.

وقال علي كرم الله وجهه: العجب ممن يهلك ومعه النجاة، قيل: وما هي؟ قال الإستغفار.

وكان رضي الله عنه يقول: ما ألهم الله سبحانه وتعالى عبداً الإستغفار وهو يريد أن يعذبه.

ويروى عن لقمان عليه السلام أنه قال لابنه: يا بني إن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً فأكثر من الإستغفار.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: طوبى لمن وجد في صحيفته إستغفاراً كثيراً،

وقال أبو المنهال: ما جاور عبد في قبره من جارٍ أحب من الإستغفار.

وكان الحسن البصري يقول: أكثروا من الإستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم وفي طرقكم

وفي أسواقكم وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة؟.

وقال ابن تيمية رحمه الله: إنه ليقف خاطري في المسألة التي تشكل عليّ فأستغفر الله ألف مرة

حتى ينشرح الصدر وينحل إشكال ما أشكل، وقد أكون في السوق أو المسجد أو المدرسة

لا يمنعني ذلك من الذكر والإستغفار إلى أن أنال مطلوبي.

إخواني وأخواتي! إن للإستغفار أثارًا عديدة لا حصر لها، فمنها:

أنه إستجابة لأمر ربكم عز وجل: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [ص:290]

، وقوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} [محمد:19].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق