الخميس، 7 سبتمبر 2023

حياء الإنسان

حياء الإنسان


حياء الإنسان من الناس بإقراره بأنه واحدٌ منهم، يسَعه ما يسعهم،

ويؤذيه ما يؤذيهم، ويُسعده ما يسعدهم، فبعضهم لبعض خدامٌ وأعوان،

يعرِف فضلَهم ويُنزلهم منازلهم، ويستر عيوبَه عنهم.

وحياؤه من نفسه باعترافه بضآلة معارفه مهما زادتْ،

واستحقاره لعلمه مهما عظُم، ومعرفته بمحدوديَّته مهما تعاظَم،

وكونه شيئًا صغيرًا ضمن دائرة الوجود اللامتناهية، فلا كبر مُهلك ولا صَلَف مَقيت.

إن الحياء ليس بدعًا من الصفات، بل هو فطرة نقية تُغرَس في النفس الإنسانية

منذ نشأتها، ثم البيئة حولها إما تُنميها أو تَمحوها.

ولعل ما يدعم هذا هو حياء أبي سفيان أمام هرقل ملك الروم

في إخباره عن الرسول صلى الله عليه وسلم خشية أن يُؤثَر عليه كذبٌ يَشينه،

فصَدَقه القول مرغمًا ! .


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق