الأربعاء، 14 فبراير 2024

العفو

العفو



كما في (الصحيحين ) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :


( لَيْسَ أَحَدٌ أَوْ لَيْسَ شَيْءٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ

إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا وَإِنَّهُ لَيُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ )



ومن حلمه سبحانه بأصحاب الأخدود قوله تعالى :



{ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا

فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ }

(البروج ١٠) ،



قال الحسن البصري رحمه الله -:

انظروا إلى هذا الكرم والجود ، قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة



،كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال :



(كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال :

اللهم لك الحمد أنت قيّم السماوات والأرض ومن فيهنّ،

ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهنّ ،

ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض،

ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ،

ولك الحمد أنت الحق،

ووعدك الحق ،ولقاؤك حق،وقولك حق ،

والجنة حق ،والنار حق ،والنبيون حق ،

ومحمد صلى الله عليه وسلم حق،والساعة حق ،

اللهم لك أسلمت ،وبك آمنت ،وعليك توكلت ،

وإليك أنبت،وبك خاصمت ،وإليك حاكمت ،

فاغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ،

أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت )

متفق عليه .



والعفو ّ :

هو الذي يمحو السيئات ، ويتجاوز عن المعاصي ، وهو قريب من الغفور

، ولكنه أبلغ منه ؛فإن الغفران ينبئ عن السِّتر، والعفو ينبئ عن المحو ،

والمحو أبلغ من السِّتر، وهذا حال الاقتران ،أما حال انفرادهما فإنّ كلَّ

واحد منهما يتناول معنى الآخر.



وعفوه تعالى نوعان :



النوع الأول :

عفوه العام عن جميع المجرمين من الكفار وغيرهم ، بدفع العقوبات

المنعقدة أسبابها ،والمقتضية لقطع النّعم عنهم ،فهم يؤذونه بالسَّبِّ

والشرك وغيرها من أصناف المخالفات ، وهو يعافيهم ويزقهم ويدرُّ

عليهم النعم الظاهرة والباطنة ، ويبسط لهم الدنيا ،ويعطيهم من نعيمها

ومنافعها ،ويمهلهم ولا يهملهم بعفوه وحلمه سبحانه .

والنوع الثاني :

عفوه الخاص ، ومغفرته الخاصّة للتائبين ،والمستغفرين ، والدّاعين ،

والعابدين ، والمصابين بالمصائب المحتسبين ،فكلّ من تاب إليه

توبة نصوحًا - وهي الخالصة لوجه الله العامة الشاملة التي لا يصبحها

تردُّد ولا إصرار – فإنّ الله يغفر له من أيّ ذنب كان من كفر ،

وفسوق ، وعصيان

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق