ليت كل أيامنا مثل رمضان
في شهر رمضان المبارك يسُودُ الهدوء شوارعَنا، حتى لا تكاد تجد كالعادة شجاراً بين
اثنين أو صياحاً كما كان يحدث قبل رمضان، حيث يختفي - إلى حد كبير - الشجار
الذي ينشب بين سائقي السيارات أو بين مساعد السائق وبين ركاب الحافلات العامة.
تلك الشجارات التي يتبادل فيها الناس السبابَ، وقد تستفحل وتتحول إلى ضرب بالأيدي،
أو ينتهي بها المطاف إلى قسم الشرطة، أو إلى أكثر من ذلك كما قرأنا من قبل
أكثر من مرة على صفحات الحوادث بالصحف اليومية.
في رمضان تختفي كثير من الظواهر عن شوارعنا، فالنساء أكثر احتشاماً
وإقبالاً على الحجاب، وأكثر بعداً عن التبرج والسفور، وكثير من الرجال
تركوا الجلوس على الطرقات دون داعٍ أو عمل، واختفت ظواهر الأكل في
الشوارع وشرب الشاي والدخان، وقل الاختلاط بين الجنسين حين كُسرِت الشهوة بالصوم،
وانخفض منسوب الكذب والغش في الأسواق إلى أدنى درجة، وندرت المخالفات المرورية أيضًا.
وفي رمضان يدخل الناس - ولا سيما الشباب منهم - المساجد أفواجاً،
يُحيون أيامهم ولياليهم بالصلاة والذكر وقراءة القرآن، ويرى المصلون
وجوهاً قد آبت لخالقها بعد غيبة طويلة حين قيدت شياطينها، فاهتدت إلى
دروب التقوى واﻹيمان، وانكسرت خاشعة لربها الرحمن.
في رمضان، تتملك الرحمة قلوب الناس، فيحنو كبيرهم على صغيرهم،
وقويهم على ضعيفهم، ومن كان له فضل زادٍ أو ظهرٍ عاد به على من لا زاد له ولا ظهر،
فيطعمون الطعام، ويحملون معهم في سياراتهم الخاصة من لا يملك سيارة أو وسيلة ترحيل.
الاثنين، 25 مارس 2024
ليت كل أيامنا مثل رمضان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق