الأحد، 24 مارس 2024

جزاء الصائمين

 

جزاء الصائمين


إن الله تبارك وتعالى كريم جواد، يعطي على القليل الكثيرَ، يضاعف الأجر لعباده،

يعمل العبد العبادةَ فيُثيبه رب العالمين الأجر الكبير، وهو يجازي على كل عبادة بعشر أمثالها،

إلا الصوم؛ فإنه له سبحانه ويجزي عليه بالأجر العظيم؛

وذَكَرَ الله جل وعلا جزاء الصائمين في قوله تعالى:

﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ

وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ

وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ

وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾


الأحزاب: 35

فالله سبحانه وتعالى جمع أصحاب هؤلاء الصفات؛ ثم قال في آخر الآية:

﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ الأحزاب: 35.

وقال السعدي رحمه الله: "﴿ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ ﴾؛ أي: لهؤلاء الموصوفين بتلك الصفات الجميلة،

والمناقب الجليلة، التي هي، ما بين اعتقادات، وأعمال قلوب، وأعمال جوارح،

وأقوال لسان، ونفع متعدٍّ وقاصر، وما بين أفعال الخير، وترك الشر، الذي من قام بهنَّ،

فقد قام بالدين كله، ظاهره وباطنه، بالإسلام والإيمان والإحسان.

فجازاهم على عملهم بالمغفرة لذنوبهم؛ لأن الحسنات يذهبن السيئات،

﴿ وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ لا يقدر قدره،

إلا الذي أعطاه، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت،

ولا خطر على قلب بشر، نسأل الله أن يجعلنا منهم"

لعظم هذه العبادة جعلها له سبحانه، ويجازي عبده بها،

بخلاف غيرها من العبادات،

فإن كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛

كما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام،

فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة،

وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب،

فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق