السبت، 16 مارس 2024

هيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم

هيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم

كان علي رضي الله عنه إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"مَن رآه بديهةً هابه، ومَن خالطه معرفةً أحَبَّه"

وهذه الصفةُ من أجلِّ الصفات التي اتصف بها نبينا صلى الله عليه وسلم؛

أن الذي يراه لأول وهلة يرى المهابة والوقار،

والذي يخالطه يحبه ويعرف كرم أخلاقه وجمال سلوكه.

والمؤمن مطالَب بأن يقتبس من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛

فهو القدوة والأسوة، وليكن المؤمن حريصًا على أن تعلو المهابةُ وجهَه،

ويظهَر الوقار على ملامحه، ثم إذا خالطه أحد أحبه،

ولا يظهر منه ما يخالف وقاره، مع التفرقة بين المهابة والكِبْر؛

فقد قال ابن القيم: "والفرق بين المهابة والكِبْر: أن المهابة أثرٌ من آثار امتلاء القلب بعظمة الله

ومحبته وإجلاله، فإذا امتلأ القلب بذلك حل فيه النور، ونزلت عليه السكينة،

وألبس رداء الهيبة، فاكتسى وجهه الحلاوة والمهابة ...

وأما الكِبْر فأثر مِن آثار العُجب والبَغي من قلب قد امتلأ بالجهل والظلم،

ترحلت منه العبودية، ونزل عليه المقت، فنظرُه إلى الناس شزر، ومشيُه بينهم تبختر،

ومعاملته لهم معاملة الاستئثار لا الإيثار ولا الإنصاف، ذاهب بنفسه تيهًا،

لا يبدأ مَن لقيه بالسلام، وإن ردَّ عليه رأى أنه قد بالغ في الإنعام عليه..."

والمهابة تكون بتعظيم الله، وإجلاله، وإقامة حدوده، واتِّباع نبيه صلى الله عليه وسلم،

والسير على طريقته، والكِبْرُ مناقض له، فيكون بالجهل والعُجب بالنفس،

وعدم الخوف من الله، والبُعد عن سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق