الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

ما يضعه الناس في غير موضعه


قال ابن قتيبة –( رحمه الله - : (
من ذلك ( أَشْفَارُ الْعَيْنِ ) يذهب الناس إلى أنها الشّعَرُ النابت على حروف العين ، وذلك غلط إنما الأشفار حروف العين التي ينبت عليها الشعر ، والشَّعْرُ الشَّعَرُ هو الهُدْب .
وقال الفقهاء المتقدمون : في كل شُفر من أشفار العين رُبْعُ الدية يعنون في كل جَفْن وَشُفْر كل شيء : حَرْفه ، وكذلك شَفِيره ومنه يقال : ( شَفِيرُ الوادي ) ، ( وشُفْرُ الرَّحم ) فإن كان أحد من الفصحاء سَمَّى الشعر شُفْرا فإنما سماه بمَنْبِتِه ، والعرب تسمِّي الشيء باسم الشيء إذا كان مجاورًا له ، أو كان منه بسبَبٍ على ما بينَّتُ لك

وَمن ذلك ( حُمَةُ العقرب وَالزُّنبور ) يذهب الناس إلى أنها شَوْكَةُ العقرب وَشَوكة الزنبور التي يَلْسعان بها ، وذلك غلط إنما الحُمَةُ سمُّهما وضَرُّهما ، وكذلك هي من الحية ؛ لأنها سمٌّ ، ومنه قول ابن سيرين : ( يكره التِّرْياق إذا كان فيه الحُمَة ُ ) يعني بذلك السم ، وأراد لُحوم الحيَّات لأنه سم  .
أدب الكاتب لابن قتيبة .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق