الاثنين، 4 مارس 2013

هجران أهل البدع

قالَ الإمام الفقيه/ مُحمَّد بن صالح العُثيمين
 (ت: 1421هـ) -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-:
 
[ الهجران مصدر هجر، وهو لغة: التَّرك.
والمراد بهجران أهل البدع: الابتعاد عنهم، وترك محبَّتهم، وموالاتهم،
والسَّلام عليهم، وزيارتهم، وعيادتهم، ونحو ذلك.
 
وهجران أهل البدع واجبٌ لقوله تَعَالَى:
 
{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ }
ولأنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلَّفوا
عن غزوة تبوك.
 
لكن إن كان في مجالستهم مصلحة لتبيين الحقّ لهم وتحذيرهم من البدعة
فلا بأس بذلك، وربما يكون ذلك مطلوبًا لقوله تَعَالَى:
 
{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
وهذا قد يكون بالمُجالسة، والمُشافهة، وقد يكون بالمُراسلة، والمُكاتبة.
 
ومن هجر أهل البدع:
 ترك النَّظر في كتبهم خوفًا من الفتنة بها، أو ترويجها بين النَّاس،
 فالابتعاد عن مواطن الضَّلال واجبٌ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في الدَّجال:
 
( من سمع بالدَّجَّالِ فلينأ عنه فوالله إنَّ الرَّجل ليأتيه
 وهو يحسب أنَّهُ مؤمنٌ فيتبعه ممَّا يبعث به من الشُّبهات )
 (رواه أبو داود، قال الألباني: وإسناده صحيح).
لكن إنْ كان الغرض مِن النَّظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرَّد عليها؛
فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصَّحيحة ما يتحصن به،
وكان قادرًا على الرَّد عليهم، بل ربَّما كان واجبًا؛ لأنَّ ردّ البدعة واجبٌ
وما لا يتمّ الواجب إلاَّ به فهو واجب ]
.اهـ.
 
 [ مجموع الفتاوىٰ والرَّسائل» / (5/ 89، 90)] 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق