الأحد، 28 أبريل 2013

اخرج الدنيا من قلبك و ضعها في يدك

قال ابن الجـلاّء :
الزهد هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال لتصغر في عينك فيسهل عليك الإعراض عنها
 
وقيل :
الزهد عزوف النفس عن الدنيا بلا تكلف .
 
وقال الإمام الجنيد رحمه الله تعالى :
الزهد استصغار الدنيا ومحو آثارها من القلب .
 
وقال إبراهيم ابن أدهم رحمه الله تعالى :
الزهد فراغ القلب من الدنيا لا فراغ اليد ،
وهذا زهد العارفين ، وأعلى منه زهد المقربين فيما سوى الله تعالى  
 من دنيا وجنة وغيرهما ، إذ ليس لصاحب هذا الزهد إلا الوصول
إلى الله تعالى والقرب منه . 

فالزهد
( تفريغ القلب من حب الدنيا وشهواتها ، وامتلاؤه بحب الله ومعرفته )
وبيَّن الله تبارك وتعالى في القرآن حقارة الدنيا وسرعة زوالها
واستصغار شأنها ، وحثهم على عمل ما خلقوا لأجلها وهي العبادة
فقال تعالى :
 
{ يَأَيــَّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ
فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورْ } .
وقال أيضاً:
 
{ وَمَا هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَ لَعِبٌ
وَإِنَّ الدَارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون } .
وقال تعالى :
 
{ المَالُ وَالبَنُونَ زِيْنَةُ الحَيَاةِ الدًّنْيَا
وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوابَاً وَخَيْرٌ أَمَلاً } .
أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الزهد وسيلة لنيل محبة الله تعالى ،
فقد روى سهل بن سعد رضي الله عنه قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : 
( يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس قال له :
ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك )
صححه الألبانى

الزهد: أن تجعل الدنيا في يدك لا في قلبك...
وقال صلى الله عليه و سلم :
 
( إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله تعالى مستخلفكم فيها ،
فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ) .
 
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
 
( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )
 
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول :
 
[ إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا فلا تنتظـر المساء ،
وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ]
 
وصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم أجمعين رضوان الله عليهم
آثروا الزهد عن الدنيا وما فيها :
فقد خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه ماله كله في سبيل الله ،
فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : 

( ما تركتَ لأهلك ؟ قال : تركتُ الله ورسوله ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق