الأربعاء، 15 مايو 2013

صنفان .. و لكن شتّان " بقلم : نبيل جلهوم


كثيرون فى حياتك قد لا تكون فى حاجة إليهم
لأنهم فى حقيقتهم غثاء كغثاء السيل ,
فهم مجرد إضافة عددية لا أكثر و لا أقل ,
تصنّعوا الفلسفات النظرية و تغنوا بالشعارات الجوفاء الفارغة ,
لم يضيفوا فى حقيقتهم إلى القيم والإنسانية شيئا
بل أساؤا إليها بسوء أدبياتهم و برودة تعاملاتهم ,
موتى فى أحاسيسهم موتا لا حياة بعده ,
تأنس بغيرهم  فى حين لا تجد فى جوارهم أنسا و لا راحة ,
إذا سمعتهم و هم يتحدثون لقلت أنك أمام عالِم لم يشهد به أحد
و لم يجرؤ الزمان أن يأتى بمثله ,
هؤلاء والله كثيرون و الناس منهم يتألمون و يتأذون
إنا لله و إنا اليه راجعون  .
ألا أن الذى يهوّن عليك ذلك  أن الدنيا ما زالت
تحتضن  فيها نوعيات أخرى جميلة ,
صحيح أنهم قليلون و على الأصابع يُعدّون ,
إلا أنك تحتاج دوما إليهم إلى جوارهم إلى دفعهم إلى تحفيزهم
إلى روحهم إلى جمال و عذوبة لسانهم إلى ذوقهم الراقى فى تعاملاتهم ,
إلى رقة تعاملاتهم ,
هؤلاء فى حقيقتهم هم من أضافوا للإنسانية
المعنى و القيمة و الذوق والفضيلة ,
هؤلاء تاج على الرؤوس إذا ذهبوا أو غابوا ذهب و غاب معهم كل شيء
و راحت النفوس تشتاق لهم و تحن اليهم ,
و إذا حضروا أو تكلموا حضر معهم كل شيء
و أستقر معهم كل أضطراب و تحقق معهم كل نجاح ..
حضورهم يحمل مذاقا خاصا و جمالا و روعة .
فسبحان من خلق هؤلاء و خلق هؤلاء  .فاللهم أجعلنا من الذين إذا حضروا حضر معهم الخير
و أرتاح لهم الناس و تحقق بهم و معهم كل جميل و كل نجاح ..
و لا تجعلنا ممن يتفلسف كثيرا و يبرد  جدا فى معاملاته
و يتصنّع كثيرا بنظرياته  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق