قال الله تعالى :
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ
وَنَهَرٍ
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ
}
[54 - القمر]
سأل سائل
لم وحد
تعالى : (النهر) في هذه الآية ولم يجمعه ؟
مع أن الجنات قبله جمع بخلاف المواضع الأخرى من
القرآن الكريم ،
فإنه إذا جمع الجنة ، جمع النهر أيضاً فيقول :
( جنات تجري من تحتها الأنهار )
.
والجواب :
أنه
جمع في لفظ ( النهر ) عدة معان ..
وأعطى أكثر من فائدة لا يفيدها فيما لو قال :
( أنهار ) ذلك أنه علاوة على أن فواصل الآيات ،
تقتضي (النهر) لا (الأنهار)
لأن آيات السورة على هذا الوزن
فقد جاء قبلها :
{ وَكُلُّ
شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ
وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ
}
وجاء بعدها :
{ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِر ٍ}
فإن المعنى أيضاً ذلك من جهات أخرى منها
:
أنة النهر اسم جنس بمعنى الأنهار ،
وهو بمعنى الجمع و الكثرة ،
و منه قوله :
" أهلك الناس الدينار والدرهم "
والمراد بالدينار و الدرهم الجنس لا الواحد
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق