سأل سائل قائلاً :
ما حكم صلاة الضحى ؟
الإجــابــة :
صلاة الضحى سنة مؤكدة و أقلها ركعتان ، و أفضلها ثمان
،
فإن زاد فلا بأس ، عشرا أو ثنتي عشرة ، أو أكثر من
ذلك فلا بأس ،
و قد ثبت عنه صلى الله عليه و
سلم
( أنه صلاها ثماني ركعات يوم الفتح
)
وثبت عنه صلى الله عليه و سلم أنه أوصى بذلك أبا
الدرداء ، و أبا هريرة
فقد جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و
سلم
أنه أوصى أبا هريرة و أبا الدرداء بثلاث
:
صلاة الضحى ، و صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، و الوتر
قبل النوم
و ثبت في الصحيح عن أبي ذر رضي الله
عنه
أن النبي صلى الله عليه و سلم لما سئل عن صدقة أهل
الدثور أي أهل الأموال
و أنهم سبقوا بالصدقة
بأموالهم
قال صلى الله عليه و سلم
:
( أوليس قد جعل الله ما تصدقون به
؟
إن بكل تسبيحة صدقة ، و بكل تهليلة صدقة
،
و بكل تحميدة صدقة ، و بكل تكبيرة صدقة
،
و أمر بالمعروف صدقة ، و نهي عن المنكر صدقة
)
و في رواية قال عليه الصلاة و السلام
:
( و يجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى
)
هذا يدل على أن ركعتين من الضحى تقوم مقام
الصدقات
التي يشرع للمؤمن أن يدفعها عن مفاصله و أعضائه
،
و دل ذلك على تأكدها و أنها صلاة عظيمة مؤكدة فيها
خير عظيم ،
و يستحب فعلها كل يوم
قال بعض السلف :
[ إنها تفعل يوما بعد يوم ، و لكن الصواب أنها تفعل
كل يوم ؛
لأن الرسول صلى الله عليه و سلم أوصى بها و حث عليها
،
فدل ذلك على أنها سنة كل يوم إذا تيسر ذلك
،
و لكنها غير واجبة من تركها بعض الأحيان فلا بأس
،
و لو تركها دائما فلا بأس ؛ لأنها سنة
مؤكدة
مثل الوتر ، مثل رواتب الفريضة
،
مثل سنة الظهر و المغرب و العشاء و الفجر ، كلها سنن
،
كلها نوافل لو تركها العبد لا إثم عليه
]
لكن الأفضل و الأولى أن يحافظ عليها
،
و أن يعتني بها لأن فيها أجرا عظيما ، و لأنها تكمل
بها الفرائض ،
و صلاة الضحى من ذلك فهي سنة مؤكدة في جميع الأوقات
،
أما كون النبي صلى الله عليه و سلم ما كان يحافظ
عليها
فلعله فعل ذلك لئلا يشق على أمته
،
لأنه لو حافظ عليها لازداد تأكدها
،
و ربما شق على بعض الناس ذلك
،
و لمشاغله الكثيرة عليه الصلاة و السلام
،
و لأن السنة لها وجوه ثلاثة تثبت بالقول و تثبت
بالفعل ، و تثبت بالتقرير ،
فالنبي صلى الله عليه و سلم فعلها و أقر عليها و أوصى
بها
عليه الصلاة و السلام
كل هذا فعله عليه الصلاة و السلام
،
فعلها في يوم الفتح ، و فعلها في أوقات أخرى
،
قالت أم المؤمنين امنا السيدة / عائشة رضي الله تعالى
عنها و عن أبيها :
[ كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي الضحى أربعا و
يزيد ما شاء الله ]
رواه مسلم .
و فعلها الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم
،
فدل ذلك على أنها سنة مؤكدة
،
أقر عليها وأوصى بها و فعلها عليه الصلاة و
السلام .
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و
صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و
الإفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق