هل تسلط عليك
احد او اذاك او شتمك هيا لتعرف السبب ؟
ما سُلّط
عليك مؤذٍ إلا بذنب
قال العلامة شيخ الاسلام ابن قيم الجوزية رحمه الله
وطيب ثراه :
السبب السابع : تجريد التوبة إلى الله ، من الذنب
الذي سلطت عليه أعداءه
فإن الله تعالى يقول :
{ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ
أَيْدِيكُمْ }
وقال لخير الخلق ، وهم أصحاب نبيه دونه صلى الله عليه
وعلى آله وسلم :
{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم
مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا
قُلْ
هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُم }
فما
سلط على العبد من يؤذيه إلا بذنب يعلمه أو لا يعلمه
،
وما لا يعلمه العبد من ذنوبه ، أضعاف ما يعلمه منها ،
وما ينساه مما عمله ،
أضعاف ما يذكره وفي الدعاء
المشهور
(
اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ، وأستغفرك ما لا أعلم
)
فما يحتاج العبد إلى الاستغفار منه مما لا يعلمه
أضعاف أضعاف ما يعلمه ،
فما سلّط عليه مؤذٍ إلا بذنب ]
ولقي بعض السلف رجلٌ فأغلظ له ونال منه ، فقال له قف
حتى أدخل البيت ،
ثم أخرج إليك ، فدخل وسجد لله وتضرع إليه وتاب
،
و أناب
إلى ربه ، ثم خرج إليه فقال له : ما صنعت ؟
فقال : تبت إلى الله من الذنب الذي سلطك به عليّ
فإذا عوفي العبد من الذنوب عوفي من موجباتها،
فليس للعبد إذا بغى عليه و أوذي وتسلط عليه خصومه شيء
أنقع له
من التوبة النصوح والاستغفار
وعلامة سعادته : أن يعكس فكره ونظره على نفسه وذنوبه
وعيوبه ،
فيشتغل بها وبصلاحها وبالتوبة منها ، فلا يبقى فيه
فراغ لتدبر ما نزل به ،
بل
يتولى هو التوبة وإصلاح عيوبه ، والله يتولى نصرته وحفظه
،
والدفع
عنه ولا بد ، فما أسعده من عبد ، وما أبركها من نازلة نزلت به ،
وما أحسن أثرها عليه ، ولكن التوفيق والرشد بيد الله
لا مانع لما أعطى ،
ولا معطي لما منع فما كل أحد يوفق لهذا ، ولا معرفة
به ، ولا إرادة له ،
ولا
قدرة عليه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله
.
والهموم والبلايا والنكد والمشاكل التي تصيب الانسان
اغلبها من ذنوبه
فالنصيحه لكل من اصابه البلاء من رجل او امرأه
بالتوبه والاستغفار
والاكثار من العمل الصالح فان الانسان قد يظلم كثيرا
وهو لا يدري
ويؤذي كثير وهو لا يدري .
اللهم اغفر لي وللمومنين والمومنات والمسلمين
والمسلمات
الأحياء منهم والأموات
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق