سأل رجل
الحسن البصري
فقال: يا أبا سعيد: أمؤمن أنت ؟
فقال له: الإيمان إيمانان
فإن كنت
تسألني عن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة
والنار
والبعث والحساب, فأنا به مؤمن، وإن كنت تسألني عن قول
الله
تعالى:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ
إِذَا
ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ
آيَاتُهُ
زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ
يَتَوَكَّلُونَ
الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ
حَقًّا
لَهُمْ
دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ
وَرِزْقٌ
كَرِيمٌ }
الأنفال: 2-4
فوالله ما أدري أنا منهم أم لا
؟
ذكره
القرطبي في
تفسيره.
وبناء على هذا، فنقول: إن المؤمن يدخل
في
الإيمان بمجرد
شهادته
بالتوحيد
والرسالة وإقراره وعمله بأركان الإيمان والإسلام مع
سلامته
من
الإتيان بناقض من نواقض الإسلام ـ قوليا كان، أو
عمليا ـ
والدليل لما
قلناه هو في حديث
مسلم :
(
أشهد أن لا إله
إلا الله وأني رسول
الله
لا
يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن
الجنة )
ولما في حديث الصحيحين
:
(
أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله،
فإذا قالوا لا إله
إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم
إلا بحقها وحسابهم على الله )
ثم إنه يزداد المسلم تمكنا وقوة في الإيمان بحسب ما
يكون عنده
من
تمام الاستسلام والانقياد, وبقدر ما يتحلى به من شعب
الإيمان,
كما
يضعف إيمانه بقدر
قيامه بالمعاصي وتقصيره في
الطاعات،
وقد
قال صلى الله عليه سلم:
( الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة,
فأفضلها: قول لا إله إلا الله
ـ وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق
)
أخرجه
مسلم
وقال الامام
ابن القيم
في كتاب
الصلاة:
[ الإيمان أصل له شعب متعددة, وكل شعبة تسمى إيمانا,
فالصلاة من الإيمان وكذلك الزكاة,
والحج, والصوم
والأعمال الباطنة ـ كالحياء
والتوكل ]
وأما الأعمال : فواجباتها يجب الإتيان بها وينقص الإيمان
بنقصها
وأما المستحبات : فيفوت بتركها علو
الدرجات
قال شيخ الإسلام
ابن تيمية:
[ الإيمان
مركب من أصل لا يتم بدونه, ومن واجب ينقص بفواته
نقصا يستحق صاحبه العقوبة, ومن
مستحب يفوت بفواته علو الدرجة,
فالناس فيه ظالم لنفسه, ومقتصد, وسابق ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق