الأحد، 9 يونيو 2013

كنا نعلم و لا نعمل

 
هذه الرسالة استوقفتني كثيرًا حينما جاءتني من عزيز
فأردت أن يستفيد منها الجميع
 
قال ابن القيم رحمه الله :
 
[ هَلَكَتْ جَارِيَةٌ فِي طَاعُونٍ جَارِفٍ , فَلَقِيَهَا أَبُوهَا بَعْدَ مَوْتِهَا فِي الْمَنَامِ ،
 فَقَالَ لَهَا : يَا بُنَيَّةُ ،  خَبِّرِينِي عَنِ الآخِرَةِ ؟
 قَالَتْ : يَا أَبَهْ ، قَدِمْنَا عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ ، نَعْلَمُ ، وَلا نَعْمَلُ ،
وَتْعَمَلُونَ وَلا تَعْلَمُونَ ، لَتَسْبِيحَةٌ أَوْ تَسْبِيحَتَانِ ،
 أَوْ رَكْعَةٌ أَوْ رَكْعَتَانِ فِي صَحِيفَةِ عَمَلِي ، أَحَبُّ لِي مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ]
 
لقد قالت الجارية كلامًا عظيمًا
( كنا نعلم ولا نعمل )
ولكن كثيرًا منا لم يفهم مرادها.
وسأقوم بشرح هذه العبارة عن طريق ضرب بعض الأمثلة
 كي تتضح الصورة
 
كنا نعلم
 أننا إذا قلنا سبحان الله وبحمده مائة مرة تغفر لنا ذنوبنا
وإن كانت مثل زبد البحر
وتمر علينا الأيام والليالي ولا نقولها.
 
كنا نعلم
أن ركعتي الضحى تجزئ عن 360 صدقة
وتمر علينا الأيام تلو الأيام ولا نصليها
 
وكنا نعلم
 أن من صام يومًا في سبيل الله تطوعًا باعد الله وجهه عن النار سبع
 خنادق وباعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا
ولم نصم في هذا الاسبوع يومًا
 
وكنا نعلم
 أن من عاد مريضًا ( أي زاره) تبعه سبعون ألف ملك
يستغفرون له الله
 ولم نزر مريضًا هذا الاسبوع
 
وكنا نعلم
 أن من صلى على جنازة وتبعها حتى تدفن أن له قيراطين من الأجر
 ( والقيراط كجبل أحد )
وتمر علينا الأسابيع ولم نذهب إلى المقابر
 
وكنا نعلم
 أن من بنى لله مسجدًا ولو كمفحص قطاة ( عش الطائر )
بنى الله له بيتًا في الجنة
ولم نساهم في بناء المساجد ولو بعشرة ريال
 
وكنا نعلم
 أن الساعي على الأرملة وأبنائها المساكين كالمجاهد في سبيل الله
وكصائم النهار الذي لا يفطر وكقائم الليل كله ولا ينام
 ولم نساهم في كفالة الأرملة وأبنائها
 
وكنا نعلم
 أن من قرأ من القرآن حرفًا واحدًا فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها
 ولم نهتم بقراءة القرآن يوميًا
 
وكنا نعلم
أن الحج المبرور جزاؤه الجنة و أجره أن يرجع الحاج كيوم ولدته أمه
( أي بصفحة بيضاء نقية من الذنوب )
 ولم نحرص على أداء مناسك الحج مع أن الظروف سهلة وميسرة علينا
 
وكنا نعلم
أن شرف المؤمن قيامه الليل وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
مع صحابته لم يفرطوا بصلاة القيام طول عمرهم رغم انشغالهم
بلقمة عيشهم وجهادهم في سبيل لنصرة دينهم ...
ونحن لدينا تفريط كبير في هذا الموضوع
 
وكنا نعلم
أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور
ولم نستعد لهذا اليوم
 
وكنا ندفن الموتى ونصلى عليهم ولم نجتهد لمثل هذا اليوم
وكأننا لدينا شهادة تفيد أنك غير المقصود.
اعلم أخي الحبيب واعلمي أختي العزيزة أن كل نفَس نتنفسه يقربنا إلى الأجل
المحتوم ( الموت ) وما زلنا نلهو ونلعب ونمرح .
 
آن الأوان من هذه اللحظة أن نغير نمط حياتنا وأن نستعد الاستعداد الأمثل
ليوم الحساب
 
 { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36)
 لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }
 
هنيئا لمن قرأها وفهمها وبادر إلى العمل بها وجزى الله خيرًا
من أرسلها إلى غيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق