الثلاثاء، 13 يناير 2015

يُعطى دون حساب



يحكى أن شركة تعمل بنظام المكاتب المفتوحة أحضرت لموظفيها مبردات
ماء جديدة من النوع الذي يعمل بالقوارير، جاء مدير القسم لوضع هذه
المبردات فاعترض كل الموظفين على وضعها بجوارهم لأن هذا
سيزعجهم إلا موظف واحد وافق على وضع المبرد بجواره.
مع بدء استخدام هذا المبرد كان الجميع يقول له:
لو كنا مكانك ما رضينا بذلك، لكنه كان يرد بابتسامة كبيرة.

صار كل من بالقسم يمر عليه مرة أو مرتين يوميًا لذا فقد تطورت علاقته
مع زملاء لم يكن يعرفهم جيدًا بسبب حجم القسم الكبير.و بمرور الأيام
بات الناس فى الشركة يعرفونه أكثر و يعرفون ما يقوم به من أعمال
و أصبح مرجعًا للكثيرين لأنهم أدركوا جودة عمله، لكن الأيام لا تدوم
فقد كانت سمعته الجيدة سببًا فى الانتقال لمنصب أفضل بقسم أخر.
الخلاصة :
الحياة ليس ثوبًا يتم تفصيله لنا بعض الأحيان يجب أن نتحمل ونتعايش
بل نقبل إزعاجها قبل أن تأتينا بالخبر السعيد بعد ذلك، من يُعطى
دون حساب يُرزق دون حساب و من حيث لا يحتسب.
قال ابن عبد البر -رحمه الله-:
كان يقال: ستة إذا أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم: الذاهب إلى مائدةٍ
لم يدع إليها، وطالب الفضل من اللئام، والداخل بين اثنين في حديثهما
من غير أن يدخلاه فيه، والمستخف بالسلطان، والجالس مجلسًا ليس
له بأهل، والمقبل بحديثه على من لا يسمع منه ولا يصغي إليه.
وقال الشافعي -رحمه الله-:
الانقباض عن الناس مكسبة العداوة، والانبساط لهم مجلبة
لقرناء السوء؛ فكن بين القبض والبسط.
(( نقله ابن مفلح في الآداب الشرعية ))


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق