الأحد، 11 يناير 2015

ضوابط في النَّصِيحَة


1- الإخلاص في النَّصِيحَة :
على الناصح أن يرجو بنصيحته وجه الله تبارك وتعالى،
فلا يقصد بنصيحته الأغراض الدنيوية من رياء، وسمعة،
وحب شهرة وغيرها، أو عيب المنصوح والحطَّ من قدره.
قال تعالى:
{ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ }
[ الزمر: 3 ]
وقال سبحانه:
{ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ }
[ البينة: 5 ]
وقال صلى الله عليه وسلم:
( إنَّما الأعمال بالنيات، وإنما لكلِّ امرئ ما نوى )
2- العلم بما ينصح به :
الذي يقوم بالنَّصِيحَة لا ينصح في أمر يجهله،
بل لا بد أن يكون عالـمًا بما ينصح به،
قال تعالى:
{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ }
3- أن لا يجهر بنصيحته :
بل ينبغي أن يسرَّ بنصيحته للمنصوح له، فلا ينصحه أمام الملأ :
قال الشافعي:
[ من وعظ أخاه سرًّا، فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية،
فقد فضحه وشانه ]
وعن سليمان الخواص قال:
[ من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة،
ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما فضحه ]
وقال ابن رجب:
[ كان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد، وعظوه سرًّا حتى قال بعضهم:
من وعظ أخاه فيما بينه وبينه، فهي نصيحة،
ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبَّخه ]
وقال ابن حزم:
[ إذا نصحت فانصح سرًّا لا جهرًا، أو بتعريض لا بتصريح،
إلا لمن لا يفهم، فلا بدَّ من التصريح له ]
4- مراعاة الوقت والمكان المناسب.
5- اللين والرفق في النَّصِيحَة:
أن تكون النَّصِيحَة بالرفق واللين، والأسلوب الحسن،
مع انتقاء الألفاظ المحبَّبة، وعدم استخدام الأساليب المنفِّرة،
قال تعالى:
{ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
وقال سبحانه:
{ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ }
فعن ثابت، أن صلة بن أشيم وأصحابه، أبصروا رجلًا قد أسبل إزاره،
فأراد أصحابه أن يأخذوه بألسنتهم، فقال صلة:
دعوني أكفيكموه، فقال: يا ابن أخي إنَّ لي إليك حاجة،
قال: فما ذاك يا عم؟
قال: ترفع إزارك،
قال: نعم، ونعمة عين،
فقال لأصحابه: هذا كان مثل لو أخذتموه بشدة؟
قال: لا أفعل، وفعل
6- أن لا تكون النَّصِيحَة على شرط القبول:
قال ابن حزم:
[ لا تنصح على شرط القبول منك، فإن تعديت هذه الوجوه،
فأنت ظالم لا ناصح، وطالب طاعة لا مؤدي حق ديانة وأخوة،
وليس هذا حكم العقل ولا حكم الصداقة،
ولكن حكم الأمير مع رعيته والسيد مع عبيده ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق