الخميس، 10 مارس 2016

أصول للاعتذار

من المعلوم أن لثقافة الاعتذار قيمة هامّة، ويجب تعليم أصولها للأطفال
خصوصاً، حتى يحملوا دائماً قيم التسامح، والغفران، ما يُعبّر عن
شخصيّات قويّة ومتّزنة. والاعتذار واجب في حالات عدّة، مثل: الاحتكاك
بشخص ما في الطريق العام، أو الجلوس بشكل اضطراريّ، مع إدارة
الظهر باتجاه الآخر، أو لدى إصدار صوت، كالعطس أو التجشؤ، عن
غير قصد، أو طلب رقم خطأ عبر الهاتف...
 
 في ما يأتي، بعض النصائح، في هذا المجال:
 
- يجب ارسال اعتذار، عند عدم تلبية دعوة لحضور مناسبة معيّنة، وذلك
عبر الهاتف، أو من خلال رسالة تتضمّن كلمات رقيقة، قبل موعد
المناسبة بوقت، حتى يستطيع الداعي إعادة ترتيب أمكنة
 جلوس المدعوّين.
 
- من المفضّل أن يكون سبب الاعتذار مقنعاً، مع وضع في الحسبان أنّ ما
هو أسوأ من الاعتذار عن عدم الحضور هو الحضور بعد الاعتذار، مع
القول باستخفاف: "وجدت أنّ لديّ متسعاً من الوقت، فقرّرت الحضور!".
في هذه الحالة، يُسبّب الحضور مفاجأة مربكة، وإحراجاً لصاحب الدعوة.
 
- ينصح بالانتباه لئلا يطول شرح السبب المسؤول عن عدم تناول صنف
 معيّن من الطعام، في حال تلبية دعوة إلى الغداء أو العشاء. لذا، من
المستحبّ الاعتذار بكلمة بسيطة، تُعبّر عن الأسف لعدم تناول صنف
محدّد، بسبب مانع صحيّ، مثلاً. وهناك طرق عدّة للتعبير فيها
عن الأسف، وبأسلوب مهذّب، وكلمات تتلاءم والمناسبة.
 
- يحبّذ استخدام بعض العبارات الرقيقة، التي تُعبّر عن صدق الرغبة
 في تجاوز الخلاف، عند إبداء الأسف. وإذا تخطّت الإساءة حدود الاعتذار
الشفوي، يكون من المستحسن ارسال إلى منزل الشخص المعني هدية
رمزيّة أو ورداً، مع كلمة مكتوبة بخطّ اليد، من أجل التعبير عن الأسف
الشديد، كما الحرص على استمرار العلاقة الجيّدة.
 
- من الضروري الامتناع عن الإلحاح في طلب الاعتذار. وعند حصول
موقف يتطلب الاعتذار، يجب تجنّب الإطالة في تقديم كلمات الاعتذار،
لأنّ وفرة عبارات الأسف تُضعف صورة الشخص المعتذر،
وتُظهر عدم ثقته بنفسه.
 
- من المهم التذّكر دائماً أنّ الاعتراف بالخطأ فضيلة. وإذا كان الآخر هو
المخطئ بحقّك، ثمّ بادرت أنت إلى الاعتذار إليه، فإنّ موقفك سيكون دوماً
أقوى من موقفه. واحرص على ألا يتضمّن اعتذارك أيّ تفسير أو تبرير
للخطأ والملابسات التي رافقته، بل من الأفضل أن تكتفي بالاعتذار،
مع تأكيد الندم على ما بدر، وبأنّه لن يحصل مرة أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق