الأحد، 22 مايو 2016

أقسام البدع

الســــؤال:
كم قسما تنقسم البدعة ؟ هل كل بدعة ضلالة ، وإذا كان ذلك كذلك
رأيت أن وضع الحركات في القرآن الكريم من ضمة وفتحة وكسرة
وسكون ونقطة ونبرة كلها بدعة ؛ لأن القرآن الكريم في عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتب إلا على صفحات وليس له
حركات كما نراه اليوم . هل وضع الحركات فيه من البدع .
هل هذه البدعة ضلالة ؟

  الإجابة
البدعة تنقسم إلى : بدعة دينية ، وبدعة عادية ، فالعادية مثل : كل ما جد
من الصناعات والاختراعات ، والأصل فيها : الجواز إلا ما دل دليل
شرعي على منعه .

أما البدعة الدينية فهي : كل ما أحدث في الدين مضاهاة لتشريع الله ؛
كالأذكار الجماعية بصوت واحد ، وكبدع الموالد ، وبدع الاحتفال بنصف
شهر شعبان والسابع والعشرين من رجب وبليلة الأربعين من وفاة الميت
وقراءة القرآن للأموات على القبور . . إلى أمثال ذلك مما لا يحصى عدا ،
ولا أقسام للبدعة في الدين من حيث الحكم عليها ، بل كل بدعة ضلالة ؛
لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

 ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )

 رواه البخاري ومسلم وفي رواية

 ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )

رواه مسلم ولما رواه العرباض بن سارية رضي الله عنه قال :

( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ، وجلت
منها القلوب وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله ، كأنها
موعظة مودع فأوصنا ، قال : أوصيكم بتقوى الله والسمع
والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى
اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين
عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل
 بدعة ضلالة )
رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه .

أما نقط حروف القرآن وضبطها بالحركات فليس من البدع وإن لم يكن
موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لكونه من المصالح
المرسلة لدلالة أدلة الشرع الآمرة بحفظه على ذلك في الجملة ، ونوصيك
بقراءة كتاب [الاعتصام] للشاطبي ؛ فإنه وفّى الموضوع حقه .
  
 و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق