الثلاثاء، 24 مايو 2016

من خصائص القرآن الكريم

التعبد بتلاوته
 
وهي من خصائص القرآن التي لا تكون لسواه، وقد تلتبس هذه الخاصية
للقرآن بالخاصية التالية وهي الثواب لقارئه ولمستمعه، والحق أنها غير
تلك، فالتعبد بتلاوة القرآن أخص من ثواب القراءة، ذلكم أنا نقصد بالتعبد
بتلاوته، أن من العبادات الشرعية ما لا يتم إلا بتلاوة القرآن وهي الصلاة
عمود هذا الدين، أما الثواب على التلاوة فيحصل سواء كان في صلاة
أو في خارجها، وهذا فرق أحسبه بيناً.
 
وقد وردت النصوص القرآنية التي تقرن تلاوة القرآن الكريم بالصلاة
عمود هذا الدين، قال تعالى مخاطباً نبيه عليه الصلاة والسلام:
 
{ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً
 أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }
[المزمل: 1-4].
 
وقال سبحانه:
 
{ أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ
 إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ
... إلي أخر الآية الكريمة }
[الإسراء: 78-79]،
 
 وقال سبحانه:
 
{ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ }
 [فاطر: 19-20].
 
وقال المفسرون: (إن (قرآن الفجر) هو صلاة الصبح) .
 
فتأمل أخي المسلم كيف عبر عن الصلاة بالقرآن، وما ذاك إلا لأن الصلاة
لا تصح إلا به، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
 
( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ).
 
وهذا البخاري وغيره يعقد باباً في (وجوب القراءة للإمام والمأموم في
الصلوات كلها، في الحضر والسفر، وما يجهر فيها وما يخافت)، بل
عد العلماء الفاتحة ركنا من أركان الصلاة لا تصح إلا بها، ...
 
وغير ذلك من العبادات التي يشترط أو يسن فيها تلاوة شيء من القرآن،
والتي لا يقوم فيها مقامه شيء من الكلام سواه، مما يدل على اختصاص
القرآن بأنه متعبد بتلاوته فيها، فضلاً عن الثواب لقارئه.
 
فتأملوا أيها الأحبة فضل القرآن العظيم، ومكانته السامية بين العبادات
حتى مازجها وكأنه روحها الذي به تصح، وعمادها الذي به تقوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق