الخميس، 26 مايو 2016

حقيقة التوكل على الله

الســــؤال:
س: ليس من التوكل على الله أن تقذف بنفسك في حوض السباحة
وأنت لا تعرف العوم أو تخاطر بنفسك في حركة رياضية لم تتدرب
عليها أو تدع كللتك في زمن البعوض وترقد خارج الغرفة أو تترك
استعمال قاتل الحشرات وأنت داخل الحجرة تعرض نفسك للحمى
أو تترك قمطرك (درجك) مفتوحًا دون إغلاق فتضيع محتوياته،
فما هي حقيقة التوكل على الله؟ نرجو الإِفادة مع جزيل الشكر.

الإجابة
التوكل على الله تفويض الأمر إليه تعالى وحده وهو واجب، بل أصل من
أصول الإِيمان؛ لقوله تعالى:

{ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }

وهو من الأسباب المعنوية القوية لتحقيق المطلوب وقضاء المصالح، لكن
على المؤمن أن يضم إليه ما تيسر له من الأسباب الأخرى، سواء كانت
من العبادات: كالدعاء والصلاة والصدقة وصلة الأرحام أم كانت من
الماديات التي جرت سنة الله بترتيب مسبباتها عليها كالأمثلة التي ذكر
السائل في استفتائه ونحوها؛ اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه
خير المتوكلين، وكان يأخذ بالأسباب الأخرى المناسبة مع كمال توكله
على الله تعالى، فمن ترك الأسباب الأخرى مع تيسرها واكتفى بالتوكل
فهو مخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمى توكله:
 عجزًا لا توكلاً شرعيًّا.
  
 و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق