الجمعة، 24 يونيو 2016

الله هو الذي يهدي

السؤال :
 
الله هو الذي يهدي ويضل أم الأنسان الكافر أو العاصي
 هو الذي يختار الهداية والضلال ؟؟
 
 
الجواب : 

الحمد لله أولا والتوفيق والهداية بيد الله عز وجل ،
من شاء الله أن يهديه هداه ، ومن شاء أن يضله أضله
 
قال الله تعالى :
 
{ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }
[ الزمر : 73 ]
 
 
 
والمسلم يدعو في صلاته :  
 
 { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ  }
 [ الفاتحة : 6 ]
 
 لعلمه أن الهداية بيد الله تعالى ، ومع ذلك ؛ فالعبد مطالب
 بالأخذ بأسباب الهداية ، مُطالَب بالصبر والثبات والبدء بطريق الاستقامة ،
 فقد وهبه الله عز وجل عقلا منيرا ، وإرادة حرة ، يختار بها الخير من الشر،
 والهدى من الضلال ، فإذا بذل الأسباب الحقيقية ،
وحرص على أن يرزقه الله الهداية التامة جاءه التوفيق من الله تعالى .
 
 قال تعالى :
 
 { وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ }
[ الْأَنْعَام : 153 ]
 

 
وقد أطال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
 في بيان هذه المسألة التي تشكل على بعض الناس ،
فقال :
 
[ إذا كان الأمر راجعا إلى مشيئة الله تبارك وتعالى ،
وأن الأمر كله بيده ،
 فما طريق الإنسان إذن ،
وما حيلة الإنسان إذا كان الله تعالى قد قَدَّر عليه أن يضل ولا يهتدي ؟ ]
 
 
فنقول : 

 الجواب عن ذلك أن الله تبارك وتعالى إنما يهدي من كان أهلاً للهداية ،
 ويضل من كان أهلاً للضلالة ،
 
ويقول الله تبارك وتعالى :
 
{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }
[ الصف : 5 ]
 
 
 
ويقول تعالى :
 
{ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ
وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ
وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ }
[ المائدة : 13 ]
 
 
فبين الله تبارك وتعالى أن أسباب إضلاله لمن ضل
إنما هو بسبب من العبد نفسه ، والعبد لا يدرى ما قَدَّر الله تعالى له ،
 لأنه لا يعلم بالقدر إلا بعد وقوع المقدور .  

فهو لا يدري
هل قدر الله له أن يكون ضالا أم أن يكون مهتديا ؟
 
 
فما باله يسلك طريق الضلال ، ثم يحتج بأن الله تعالى قد أراد له ذلك !
أفلا يجدر به أن يسلك طريق الهداية ثم يقول :
 إن الله تعالى قد هداني للصراط المستقيم .
 
والله أعلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق