الأحد، 5 فبراير 2017

حكمة الصياد



يُحكى أنّ صياداً بسيطاً كان يعيش يوماً بيوم ،
فكان يذهب كل يوم للصيد حتى الظهيرة ،
 وبعدها يأخذ ما اصطاده للسوق فيبيعه .


وفي يوم من الأيام صادفه سائح أجنبي ، وأعجب بما لدى الصياد
 من أنواع جيدة من الأسماك ، بدأ بتجاذب أطراف الحديث معه ،
فسأله عن عمله وطبيعة حياته وكيف يقضي وقته ،
فشرح له الصياد ما يقوم به يومياً، من الصيد إلى بيع ما يصطاد
 وبعدها شراء احتياجاته واحتياجات أسرته


فقال له الأجنبي مستغرباً :
 
أتعني أنّك تعمل يومياً فقط
 منذ الصباح وحتى الظهيرة ؟

فأجابه الصياد بالإيجاب.


فقال الأجنبي :

وكيف تقضي بقية يومك ؟


فأجاب الصياد :
مع زوجتي وأولادي ، وأستلقي في بعض الوقت،
إضافة إلى أنني أجلس مع بعض الأصدقاء
نتجاذب أطراف الحديث ، ونعزف بعض الأغاني


 فقال الأجنبي ساخراً :
لو كنت في بلادنا لاستثمرت وقتك بشكل أفضل
يعود عليك بمردود مالي أكبر .


 فأدرك الصياد ما يرمي إليه الأجنبي ، 

 وقرر أن يجاريه ، فسأله :
 
وكيف ذلك ؟

 
 قال الأجنبي :
تستطيع أولاً أن تضاعف ساعات عملك 
  وبالتالي ستضاعف دخلك ،
ومن ثمّ ستقوم بتوفير كل المبالغ الزائدة التي حصلت عليها
 لتشتري بعد عام أو عامين على الأكثر مركباً آخر،
وهكذا حتى تمتلك أسطولاً كاملاً من المراكب وليس مركباً واحداً فقط ،

 فقال الصياد :
 
وحتى أمتلك هذا الأسطول ،
 كم سأستغرق من الوقت ؟


فأجاب الأجنبي :  
 حسب خبرتي
 فإنّ الأمر سيحتاج ما يقرب من عشرين عاماً


 فقال الصياد :   
 
وماذا بعد أن أمتلك الأسطول ؟


 فأجاب الأجنبي :

عندها تستطيع أن تتقاعد
وأن تستمتع بوقتك مع أسرتك وأبنائك
 أو أن تجالس أصدقاءك تعزف وتغني معهم
 
 
 فضحك الصياد ،
وأدرك الأجنبي سبب ضحكه ، فتوقف عن الحديث ،
  وبدت عليه آثار الإرتباك والخجل .


 العبرة :

قبل أن تبدأ مشوارك ورحلتك ،
 تأكّد أنّك لن تصل إلى المكان الذي أنت فيه الآن ،
 فعندها سيكون من الأفضل أن توفر على نفسك
 عناء وتعب الرحلة وتبقى حيث أنت راضٍ .

 قرر ما تريد ، وإلى أين تريد أن تصل قبل أن تبدأ المسير ،
 فذلك يوفر عليك عشرات السنين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق