السبت، 11 فبراير 2017

تصدّق على فقراء الأخلاق


آذى رجلا الإمام الشافعي عليه رحمة الله فقال له:
" إن استطعت أن تغير خلقك بأفضل من هذا فافعل
 وإلا فسيسعك من أخلاقنا ما ضاق عنا من خلقك "
فما أجمله من خُلق عندما تتصدق على فقراء الأخلاق

 كــم قــابــلــنــا فــي الـحـيــاة  قلوبا مختلفة وألسنة مختلفة
قلوبا أحبتنا وأحببناهم  وقلوبا حملت لنا مشاعر الكره و الحسد
 
أمـــا الألــســنـــة
ألسنة سمعنا منها كل الخير و ألسنة عانينا منهم
 
ألسنة
 سعت لتفسد علينا حياتنا
 
ألسنة
 أظهرت ما خبأت في قلوبها تجاههنا فأساءت لنا بأقوالها و أفعالها
فمشت بالنميمة و الغيبة و السوء لنا و علينا
 
ألسنة
 تمنت زوال الخير عنا
 
و أمام هذه القلوب و الألسنة نقف أحيانا حائرين
متألمين .. و متأملين لتصرفاتهم و نـتــســـاءل ؟؟
لما هذه المعاملة السيئة ؟؟
لما هذا الحسد و الحقد و تمني السوء لنا ؟؟
لما قلوبهم عميت و أبصارهم قد غطاها دخن سوء أخلاقهم ؟؟
فنجد أنفسنا أمام طريقين  طريق اتباع هوى النفس أن نعاملهم بمعاملتهم
ونملأ قلوبنا كره لهم ونحذو حذوهم و نصنع صنيعهم
 أو طــريـــق الــتــصــدق :
فلنسلك جميعا الطريق الثاني وهو التصدق على فقراء الأخلاق فهؤلاء
 لو حسنت أخلاقهم لحسنت قلوبهم  وملأها الإيمان الصادق حب العفو
والخير للغير و لما كان هذا فعلهم و لكن لما وجدنا منهم ذلك فعلينا أن
نلزم أنفسنا و قلوبنا الطريق الثاني طريق النجاة و الفلاح بحول الله و قوته
 
(( طريق التصدق عليهم ))
فـنـكسـب نـحـن رضـا ربـنـــا و نـحـافـظ بـه عـلــى قـلــوبـنـا
من أن تُلوث بالانشغـال بالـرد عليـهم والنظـر لأفعالهم والتألـم لفعلهـم
وقولهـم فـنـمـلأ قـلـوبـنـا بـالـعـفـو عـنـهـم والـتـغــاضـي عـن سـوء
أفـعـالـهــم بـــل و الـتـصـدق عـلـيـهـم بـحـسـن فـعـلـنــا وأخـلاقـنــا
 
{ ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ  ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
 فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }
(فصلت:34).
 
فيا كل من قابل قلوبا وألسنة أساءت إليه تصدق على فقراء الأخلاق.
فعندما أراد الله تعالى وصف نبيَّه الكريم مُحمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم –
في كتابه العزيز،
قال تعالى:
 
{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
 [القلم: 4]
 
ويقول الرَّسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن نفسه:
 
( إنَّما بُعِثْتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ )
(رواه التِّرمذيُّ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق