الاثنين، 10 يوليو 2017

أوجاع الحوض

اوجاع الحوض

Pelvic Pains

غالبية النساء اللواتي يزرن الطبيب النسائي يشكين من آلام حادة او مزمنة

في الحوض او في اسفل البطن و الظهر .

و تختلف حدة هذه الاوجاع باختلاف الامراض التي تسببها .

وأية شكوى من هذا النوع تتطلب الأذن الصاغية و الاهتمام اللازم

من قبل الطبيب الاخصائي الذي يجب عليه ان يبادر الى تحليل مصدر

هذه الاوجاع ، و تشخيص المرض بكل صبر و أناة ،

لأن المعالجة في مثل هذا المكان المعقّد ( الحوض ) من جسم المرأة

لا تؤتي ثمارها إذا تلكأ الطبيب في تحديد مصدر الاوجاع بكل دقة .

نوعية الاوجاع :

يكون الوجع عادة في اسفل البطن او اسفل الظهر ،

و لكنه يختلف من امرأة الى اخرى . تأتي المريضة الى العيادة فتقول :

" إنني أشكو من ثقل غريب او شد الى الامام او الى الخلف نحو المخرج "

و امراة اخرى تقول :

اشعر بالوجع عندما يبدأ الميعاد ( الدورة الشهرية ) و سرعان

ما يتصاعد الوجع بحيث لا اعود استطيع تحمّله ويبدأ عندي الاستفراغ

اما الثالثة فتقول :

اشعر بحريق في اسفل بطني يمتد احياناً الى ساقيّ واحياناً يلف خاصرتي ..

وهو ينقز نقزاً وكأنه مخرز يعمل في خاصرتي . .

إذا ً هناك انواع عديدة من الاوجاع ، فلنستعرضها تباعاً :

1- اوجاع المبيض الإباضة

تعاني منها حوالي 5% من النساء ، وهي الاوجاع التي تبدأ عند المرأة

في يوم الإباضة ، اي في منتصف دورتها الشهرية ، و يرافقها احياناً

تمشحات دموية بنيّة اللون و حمراء ، وتختلف في قوّتها و حدّتها من دورة

الى اخرى ، وتبدأ في اسفل البطن و لكنها في الغالب تكون محصورة

في المبيض الأيسر او الأيمن حسب عملية الاباضة .

وتفسّر هذه الاوجاع بتكوّن كيس مبيضي سرعان ما ينفجر قبيل حدوث

الاباضة كيس " غراف " الشهير .

و تجدر الملاحظة هنا بأن مثل هذه الاوجاع المبيضية الحادة قد تغش

المريضة احياناً ، او الطبيب نفسه ، فيعتقد بأن المرأة مصابة بالتهاب

الزائدة الدودية فيجري لها عملية جراحية بدون اي داعٍ لها .

يُعالج هذا النوع من الاوجاع بإعطاء المرأة حبوب منع الحمل التي

تمنع الإباضة مؤقتاً ، فتستريح المريضة من أوجاعها .

2- الاوجاع التي تسبق العادة الشهرية

( Premenstrual Syndrome )

تكثر هذه الاوجاع ، بصورة خاصة ، عند المراة بعد سن

الخامسة و الثلاثين ، وهي تظهر في فترة العشرة ايام التي تسبق الدورة

الشهرية ، و ترافقها عدة علامات و اوجاع اخرى خارج الحوض

تدل مجتمعة ، دلالة واضحة ، على نوع المرض ، وهي التالية :

• احتقان في الثدي ، احياناً لا يطاق و يصعد الى الكتف و الذراع ،

ويصبح لمس الثدي ، في مثل هذه الحالة ، موجعاً للغاية .


• احتقان في اسفل البطن ، فينتفخ و تبدو المريضة كأنها منفوخة

بسبب احتقان الغازات في امعائها .


• كثرة التبول .


• احتقان السوائل في جسم المرأة ، فيزيد وزنها ، حوالي نصف

كيلو غرام او كيلو غرام ، و تنتفخ اطرافها ووجها .


• حالات عصبية ، نرفزة ، اوجاع في الرأس ، ضيق في التنفس ،

اوجاع في الحلق ، حساسية في الجلد ، إمساك واضح و شديد احياناً ،

اوجاع في المرارة .. الخ .

كل هذه العوارض تختفي جزئياً او كلياً بحلول الدورة الشهرية .


3- اوجاع الطمث ( Dysmenorrhea )

يصادف هذا النوع من اوجاع البطن و الحوض في 25% من الحالات ،

و تدوم يوماً او يومين و على الاكثر ثلاثة او اربعة ايام .

تظهر هذه الاوجاع ، بصورة خاصة ، لدى الفتيات اللواتي تتراوح اعمارهن

بين سن الثامنة عشرة و العشرين و تختفي عادة بعد الولادة الاولى ،

و تختلف اوجاع الطمث في حدّتها و قوّتها من خفيفة جداً الى قوية جداً ،

مما يفرض على الطبيب اختيار الدواء المناسب من أجل تسكينها و التخفيف

منها . تكون الاوجاع محصورة عادة في اسفل الحوض و تمتد الى المثانة

و المهبل و العجان ، واحياناً تمتد لتشمل البطن بأسره ،

وهي من النوع المتماوج الذي يتصاعد احياناً و يخبو احياناً اخرى

بسبب التقلصات الرحمية المستمرة ، ويرافقها عادة : قيء حاد وغثيان ،

إسهال ، نرفزة و اوجاع في الرأس .

و تبقى الفتاة في بعض الحالات طريحة الفراش عدة ايام بسبب الاوجاع

الحادة في كل بطنها .

اما أسباب هذه الاوجاع و معالجتها فيتطلب سردها هنا وقتاً طويلاً

لا يسمح المجال له ، ولكننا نكتفي بالقول إن المعالجة تكون عادة بالمسكنات

و المهدئات ( ادوية الامراض العصبية ) مثل البروفين ، البنادول ،

و كذلك الاسبرين يعطي احيانا مفعولاً جيداً ، هذا بالإضافة الى الهورمونات

المبيضية التابعة للجسم الاصفر ، و الادوية المضادة للتقلصات مثل

( سباسفون ) و( السباسموسيبالجين ) ، وغيرهما ،

اما الادوية المسكّنة فلا ننصح باستعمالها بشكل روتيني إلا بإشراف طبيب

نظراً للمضاعفات التي قد تسببها .

4- اوجاع الالتهابات

الالتهابات الرحمية و المهبلية ، وكذلك قرحة عنق الرحم ،

تسبب آلاماً في أسفل البطن و الظهر خصوصاً إذا كانت حادة و تفرز قيحاً ،

ويرافقها ارتفاع في الحرارة ، و ضعف عام ، و اوجاع في الرأس .

وعندما يتكون القيح في اسفل البطن يصبح الالم شديداً مما يستدعي

إجراء عملية جراحية سريعة ( شق بطن )

وتكون المعالجة ، في هذه الحالة ، بإعطاء المريضة جرعات قوية جدا ً

من البنسلين تقدّر بعشرات الملايين من الوحدات الطبية ،

كذلك يفيد الجنتاميسين لمعرفة نوعه و مصدره قبل المباشرة

بالمعالجة الاولى ، مما يساعد الطبيب على اختيار الدواء المناسب

لهذا النوع او ذلك من الجراثيم .

5- اوجاع اللولب

يعتبر اللولب في داخل الرحم جسماً غريباً ، لذلك يسبب وجوده تقلصات

رحمية واوجاعاً خفيفة في جهة الحالبين و اسفل الظهر ،

واحياناً تشعر المرأة بأوجاع في المعدة و البطن و كأنها امتداد لأوجاع

الحوض ، إلا أن غالبية اوجاع اللولب مصدرها نفسي نظراً لما تسمعه

و تقرأه عن اللولب يوميا ً. و معالجة هذه الحالة تكون بطمأنة المرأة

و تسكين آلامها ببعض المسكنات مثل البوسكوبون ،

بعد التأكد من وجود اللولب في مكانه .

6- اوجاع الحوض العصبية

إن كثرة التشعبات العصبية الموجودة في الحوض ، ووجود اكثر من

عضو حساس في هذه المنطقة المعقّدة مثل المثانة ، والرحم و ملحقاته ،

و المستقيم ، و حلقة الشرج ... و كذلك شرايين الحوض الثخينة

التي تغذي الاطراف السفلية ، كل هذا يجعل من الحوض ملتقى

أهم الاعصاب النباتية و السمباتية ، و لا ننسى الاعصاب التي تتفرع

من بين خرزات العمود الفقري و تنزل الى الحوض .
فإذا صادف ان أصيبت المرأة بأي عارض صحّي ، او صدمة

او وباء له طابع العدوى ، او مرض الديسك ، فلا بد من أن تتأثر أعصاب

الحوض عندها مما يسبب لها اوجاعاً في اسفل الظهر و البطن .

ولا بد هنا أن نذكر بفاريس الاعضاء التناسلية الداخلية الذي يسبب،

هوالآخر ، ثقلاً و اوجاعاً مزمنة في الحوض ، و المعالجة في مثل هذه الحالة

تكون جراحية .

و هكذا نرى كم هو معقد تركيب الحوض ، و كم تتعدد انواع الآلام التي تصدر

عنه ، ولا مجال للشك بأن شكوى المرأة من آلام تزعجها في الحوض لها

ما يبررها و يجب البحث عنها و التدقيق في اسبابها للوصول الى النتيجة

المرجوّة في المعالجة . لذا ، ليس علينا ان نستخف بمثل هذه الامور ،

كما ان على المريضة ، حينما تشعر بمثل هذه الآلام ، ان تتوجه الى الطبي

لمعرفة السبب .

متى يجب استشارة الطبيب ؟

يجب الاتصال بالطبيب في الحالات التالية :

• وجود الم شديد و مغص مصحوب بالغثيان و التقيؤ او الإغماء .

• إذا كنتِ تشعرين بمغص شديد بعد الولادة بفترة ، او إثر عملية إجهاض


أجريت لك ِ.

• إذا كنتِ حاملاً و مهددة بالإجهاض .

• إذا وضعتِ لولباً منذ فترة قصيرة .

• إذا ارتفعب حرارة جسدك ارتفاعاً ملحوظاً مع وجود وجع شديد

في البطن و تعرّق و قشعريرة .

• في حال ظهور الم مفاجئ في أسفل البطن و ضغط في الحوض

و غياب عن الوعي يرافقه تمشحات دموية بعد انقطاع الدورة الشهرية

بأيام او اسابيع اعراض حمل خارج الرحم .

بعد فحص الحوض ، من الممكن للطبيب ، والحال هذه ، واذا استدعى

الامر ، ان يطلب من السيدة إجراء بعض التحاليل في المستشفى ،

مثل تحاليل الدم و البول ، كما انه من الممكن اخذ صورة صوتية او شعاعية

للحوض ، لإلقاء الضوء على ما يجري داخل البطن .

وفي حال لم يكن كل هذا التشخيص قاطعاً للشك يمكن إجراء فحص بالمنظار

للبطن و ذلك عن طريق إدخال منظار في جوف البطن .

وبما ان الم الحوض قد يستدعي إجراء جراحة ، إما للتشخيص او للمعالجة ،

فمن الحكمة الا تأكل المرأة او تشرب شيئاً الى ان تتصل بطبيبها .

وتوصى المريضة أيضا بعدم تناول اي دواء مسكن حتى لا تختفي الصورة

الحقيقية لطبيعة آلام الحوض .

استمرار المراقبة :

في حال اعطى الطبيب المراة المريضة وصفة دوائية و رجعت الى المنزل ،

فحرّي بها ان تبقى في حالة مراقبة ذاتية ، حتى إذا بدأت تشعر بالتحسن

بعد تناول الدواء ، فهذا امر طيب بالتأكيد ، و لكن إذا لم تلحظ حصول

تحسّن بعد مرور 12 – 24 ساعة ، فعليها مراجعة الطبيب .

وفي حال أدى تناولها للدواء الى بروز موجة جديدة من العوارض

مثل الشعور بوهن شديد ، او تفاقم الالم ، او حصول قشعريرة مصحوبة

بالحمى ، فعليها حينذاك طلب المساعدة الطبية على الفور ،

لأنها ربما كانت ضحية سوء تشخيص للمرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق