الجمعة، 14 يوليو 2017

الدعوة نوعُ إحسان



أن الدعوة نوعُ إحسان , والله يقول :

{ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }

[البقرة :١٩٥]

وإذا كان نفع الناس بتوفير الطعام لديهم وأمور حياتهم فيه من الأجور

مافيه , فكيف بإطعام قلوبهم وتغذية أرواحهم بزاد الإيمان الذي به

حياتهم الحقيقية .

. أنها سبب لثناء الرب عز وجل واستغفار الملائكة وسائر المخلوقات ,

كما قال صلى الله عليه وسلم :

( إن الله و ملائكته حتى النملة في جحرها و حتى الحوت

في البحر ليصلون على معلم الناس الخير ).

[‏صحيح الجامع ‏ 1838 ‌).

قال العلماء :

الصلاة من الله تعني ( الثناء ) ومن الملائكة وغيرهم من المخلوقات

تعني ( الاستغفار ) , وما أعجب هذا الحديث لمن تأمله , أن تفوز بثناء

الرب تعالى , واستغفار الملائكة الذين لايعلم عددهم إلا الله تعالى وتفوز

أيضا باستغفار المخلوقات كبارها وصغارها , كل هذا بسبب أنك قمت

ببرنامج دعوي وتعليمي لعباد الله , يا الله , ما أعظم هذه الفضائل ,

ولكن أين المتنافسون والباحثون عن المعالي ؟

أنها سبب للفوز بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم القائل :

( نضر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره )

[صحيح الجامع 6763 ].

قال ابن القيم رحمه الله تعالى :

فمن قام بهذه المراتب الأربع دخل تحت هذه الدعوة النبوية

المتضمنة لجمال الظاهر والباطن .

أنها سبب لإنقاذ الناس من النار، قال صلى الله عليه وسلم :

( مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش

و هذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها و جعل يحجزهن و يغلبنه

فيقتحمن فيها فذلك مثلي و مثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار :

هلم عن النار هلم عن النار فتغلبوني فتقتحمون فيها ) .

[ رواه مسلم : 4234 ). ‌

وانظر مثلاً: دعوة الجاليات كم أنقذت ناساً من النار ؟ ولعلك سمعت

بجهود بعض الدعاة الذين تاب على أيديهم بعض الشباب الذين لم يكونوا

يصلون سنوات عديدة , فكم كانت جهود الدعاة حماية من النار ,

ولكن أين من يتأمل؟.

أنها من أكبر أسباب زيادة الحسنات , كما قال صلى الله عليه وسلم :

( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها من بعده

من غير أن ينقص من أجورهم شيء )

. [رواه مسلم 4830 . ].

أن الدعوة سبب لحفظ الشريعة وبقاءها , وهذا مما يحبه الله ويرضاه ,

ومما تواترت نصوص الشريعة بالدعوة إليه، ولذلك انظر للبلاد التي تغيب

فيها معالم الدعوة , كيف تغيب فيها العقائد الصحيحة

والعبادات الشرعية والسنن النبوية .

أنها توقف تيار الفساد أو تقلل منه , لأن الحق قوي وفيه عوامل التأثير

ولكن أين من يحمله للناس ؟ وكما أن هناك تيارات وجهود لأهل الفساد

كالمنصرين وأصحاب الديانات الأخرى وغيرهم من المفسدين

من أصحاب الشهوات الذين ينشرون الشهوات في القنوات والمواقع

الإلكترونية والصحف والمجلات وغيرها من وسائل الإفساد , فيجب أن

يقوم الدعاة بالدعوة على كافة المستويات وفي جميع الأبواب المتاحة

لإيقاف هذا المدّ الإفسادي المعلن في العالم بأسره .

أن الدعوة تعبيدُ الخلق للخالق, وتقويةً لعلاقتهم به, وهذا من أحسن

الأعمال وأشرفها , وهل كانت وظيفة الرسل إلا ذلك ؟ وهنيئا لمن كانت

حياته في تحقيق المراد الرباني من خلق الخلق وإيجادهم .

أن الدعوة نوع من الجهاد الذي يحبه الله ،

قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ غفر الله له :

ولهذا في مكة قبل أن يشرع الجهاد بالسنان بالقتال، كان الجهاد جهاد

دعوة وجهاد حجة وجهاد بيان، قال الله جل وعلا في سورة الفرقان

{ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا }

[الفرقان : ٥٢]

قال ابن عباس رضي الله عنهما :

جاهدهم به يعني بالقرآن وهو جهاد الحجة والبيان . أهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق