الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

ذهبت الدنيا وبقت الأعمال

قال الحسن البصرى:

قد ماتت الأمم قبلكم وأنتم آخر الأمم , فماذا تنتظرون ,

فقد أسرع بخياركم فماذا تنتظرون المعاينة؟

فكأن قد. هيهات! هيهات!

ذهبت الدنيا وبقيت الأعمال أطواقا فى أعناق بنى آدم ,

فيالها من موعظة لو وافقت من القلوب حياة! إنه والله لا أمة بعد أمتكم ,

ولا نبى بعد نبيكم -صلى الله عليه وسلم - , ولا كتاب بعد كتابكم ,

إنكم تسوقون الناس والساعة تسوقكم ,

وإنما ينتظر أولكم أن يلحق بآخركم , من رأى محمدا

- صلى الله عليه وسلم - فقد رآه غاديا رائحا لم يضع لبنة على لبنة

ولا قصبة على قصبة رفع له علم فشمر إليه.

عباد الله! فالوحاء الوحاء , النجاء النجاء ,

علام تعرجون أليس قد أسرع بخياركم وأنتم كل يوم ترذلون؟

لقد صحبت أقواما كانت صحبتهم قرة العين وجلاء الصدور ,

وكانوا حسناتهم أن ترد عليهم أشفق من سيئاتكم أن تعذبوا عليها

وكانوا فيما أجل الله عز وجل لهم فى الدنيا أزهد منكم فيما حرم الله عليكم ,

إنى أسمع حسيسا ولا أرى أنيسا ,

ذهب الناس وبقى النسناس , لو تكاشفتم لما تدافنتم ,

تهاديتم الأطباق ولم تهادوا النصائح.

قمة بن لبيد العطاردي لابنه:

يا بنى! إذا نزغتك إلى صحبة الرجال حاجة ,

فأصحب منهم من:

إن صحبته زانك , وإن خدمته صانك , وإن أصابتك خصاصة مانك ,

- أنفق عليك-, وإن قلت صدق قولك , وإن صلت شد صولك ,

وإن مددت يدك بفضل مدها , وإن رأى من حسنة عدها ,

وإن سألته أعطاك , وإن سكت عنه ابتداك ,

وإن نزلت بك إحدى الملمات آساك , من لا يأتيك منه البوائق ,

ولا تختلف عليك منه الطرائق , ولا يخذيك عند الحقائق ,

إن حاول حويلا- أراده- أمرك , وإن تنازعتما منفسا آثرك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق