الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

يا لك من يوم


عن حفص بن حميد قال :

قال لي زياد بن جرير : اقرأ علي ، فقرأت عليه :

{ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ( 1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ( 2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ }

فقال : يا ابن أم زياد أنقض ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

فجعل يبكي كما يبكي الصبي .

كان عمر بن ذر رحمه الله : إذا قرأ هذه الآية :

{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }

قال : يا لك من يوم ، ما أملأ ذكرك لقلوب الصادقين .

عن سعيد قال : لحن أيوب السختياني عند قتادة ،

فقال : أستغفر الله .

قال مطرف بن عبدالله : إني لأستلقي من الليل على فراشي :

فأتدبر القرآن ، وأعرض عملي على عمل أهل الجنة ،

فإذا أعمالهم شديدة :

{ كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } ،

{ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } ،

{ أمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا } .

فلا أراني فيهم ؛ فأعرض نفسي على هذه الآية :

{ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ }

فأرى القوم مكذبين ، وأمر بهذه الآية :

{ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا }

فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا إخوتاه منهم .

قال أبو حازم ـ سلمة بن دينار ـ : شيئان إذا عملت بهما :

أصبت بهما خير الدنيا والآخرة ، ولا أطول عليك ؛ قيل : وما هما ؟

قال : تحمل ما تكره إذا أحبه الله ، وتكره ما تحب إذا كرهه الله عز وجل .

عن قتادة قال : ابن آدم ، إن كنت لا تريد أن تأتي الخير إلا بنشاط ؛

فإن نفسك إلى السآمة وإلى الفترة ، وإلى الملل أميل ؛

ولكن المؤمن : هو المتحامل ، والمؤمن المتقوي ؛

وإن المؤمنين : هم العجاجون إلى الله بالليل والنهار ،

وما زال المؤمنون يقولون : ربنا ؛ في السر والعلانية ،

حتى استجاب لهم .

عن أبي حازم ـ سلمة بن دينار ـ قال :

لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله تعالى : إلا أحسن الله فيما بينه

وبين الله تعالى : إلا أحسن الله فيما بينه وبين العباد ، ولا يعور

فيما بينه وبين الله تعالى : إلا عور الله فيما بينه وبين العباد ،

ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها ؛

إنك إذا صانعت الله : مالت الوجوه كلها إليك ، وإذا أفسدت ما

بينك وبينه : شنئتك الوجوه كلها .

قال أبو حازم ـ سلمة بن دينار ـ :

إن بضاعة الآخرة كاسدة ، فاستكثروا منها في أوان كسادها ،

فإنه لو قد جاء يوم نفاقها : لم تصل منها ، لا إلى قليل ،

ولا إلى كثير .

عن أبي إدريس عن حصين قال : كان من كلام إبراهيم التيمي ،

أنه يقول : أي حسرة أكبر على امرئ ، من أن يرى عبدا كان له ،

خوله الله إياه في الدنيا : هو أفضل منزلة منه عند الله يوم القيامة ؟

وأي حسرة على امرئ أكبر : من أن يصيب مالا ، فيورثه غيره ،

فيعمل فيه بطاعة الله تعالى ، فيصير وزره عليه ، وأجره لغيره .

وأي حسرة على امرئ أكبر ، من أن يرى من كان مكفوف البصر :

ففتح له عن بصره يوم القيامة ، وعمي هو ؟.

عن قتادة قال : ذكر لنا : أن هرم بن حيان لما حضره الموت ،

قيل له : أوص ؛ قال : ما أدري ما أوصي ، ولكن : بيعوا درعي ،

فاقضوا عني ديني ؛ فإن لم يفن ، فبيعوا غلامي ؛

وأوصيكم بخواتيم النحل :

{ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ } .

قال أحمد بن عاصم : كتب رجل إلى أخيه :

ما ظنك بالتواب الرحيم الكريم : الذي يتوب على من يعاديه ،

فكيف بمن يعادى فيه ؛ والذي يتفضل على من يسخطه ويؤذيه ،

فكيف بمن يترضاه ويختار سخط العباد فيه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق