الجمعة، 16 فبراير 2018

حساسية زائدة ومشاعر غير مفهومة


السؤال

♦ الملخص:
طالبٌ في مرحلة المراهقة، يشكو مِن الحساسية الزائدة، والتوتُّر
والقلَق الزائد، ويُريد بعضَ النصائح التي مِن خلالها يُخفِّف حِدَّة القلق.

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ عمري 16 عامًا، مراهقٌ وحسَّاس جدًّا وكثير التفكير؛ إذا
كان لديَّ امتحانٌ أو سفَرٌ أجدني قلقًا بصورةٍ غير طبيعية، وتُصبح
مشاعري غير مفهومةٍ يصعُب عليَّ تحمُّلها، ولا أستطيع شرحَها
لصعوبة توضيحها! أشعر أحيانًا كأني وحيد في هذا العالَم، وأرى
العالَمَ كأنه كابوسٌ!

أنا عصبيٌّ نوعًا ما، وقَلِقٌ مِن كلِّ شيءٍ وعلى أتفه الأسباب؛ فإذا
ذهبتُ إلى الحلَّاق أقلق وأكون متوتِّرًا، وإذا ذهبتُ لزيارة اجتماعيةٍ
أكون متوترًا قلقًا، ويزداد التوتُّر في المناسَبات والأعياد والاجتماعات.

أيضًا تَنْتابني أحلامُ اليقظة، وعندما قرأتُ عنها عرَفتُ أنها مشاعرُ
مَكبوتة وأحاسيسُ مَدفونة تخرُج مِن العقل.
مارستُ تمارينَ الاسترخاء لأُخفِّف من حدة التوتر والقلق، وبالفعل
كان لها أثرٌ طيب لكن لمدة دقائق ثم يعود القلَق بعدها!
أرجو نصائحكم النافعة لأُخفِّف مِن هذه الحالة
الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك أخي الكريم في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند
حُسن ظنك بنا، وأن نكونَ خيرَ مُعينٍ بعد الله في تجاوُز ما تمرُّ به.

يَعترِض الإنسان بعض المواقف في طفولته، والتي قد تُسبِّب له الخوفَ والقلقَ
عندما يكبر، ولكن الكثير مِن الأشخاص يستطيع بعَزْمِه وإرادته القوية
أن يُسَيْطِرَ على نفسه؛ لكي لا تُؤثِّر فيه تلك المواقف، وأرى
أنك مِن الطبيعي في هذه المرحلة مِن العمر أن تشعر بهذه المشاعر؛
إذ هي مرحلة عدم استقرار المشاعر، والتغيُّرات التي تحدُث في
جسم الإنسان بشكل كامل.

وهنا سأطرح لك بعضَ الحُلول التي يجب أن تُمارِسَها لكي تهدئ مِن
نفسك، وتُقلِّل نسبة الخوف والقلق إلى أن تكبرَ في العمر، وتَتَعَدَّى
هذه المرحلة، ومِن أهمها:
• الجانب الديني:
وهو أهم جانب في الحياة
(المحافظة على أداء الصلاة في أوقاتها - المحافظة على الأذكار
اليومية - قراءة سورة الشرح - الإكثار مِن قول:
{ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي }
[طه: 25، 26].
• الجانبُ النفسي:
ويتطلَّب نَزْعَ الأفكار والقناعات السابقة التي يَتَصَوَّرها ذهنُك عن
الماضي، وعن علاقة والديك، والبدء بتكوين صورٍ وقناعاتٍ جديدة
تُرَكِّز فيها على الأشياء الإيجابية فقط وتتجاهَل السلبيات، ومحاولة
عدم الاهتمام الزائد بأيِّ شيء سوف تقوم بعمَلِه، وجَعْل الأمور تسير
كما أراد اللهُ لها عز وجل؛ مثلًا:
(عندما يكون لديك امتحانٌ لمادة صعبةٍ جدًّا في يومٍ ما، فكلُّ ما
عليك فِعْلُه هو المذاكَرة جيدًا، والاستعداد له، مع التركيز على
التغذية الجيدة، والنوم العميق، وما بعد ذلك سيَتَكَفَّل الله به عزَّ وجلَّ
عندما توكل أمرَك وتُفَوِّضه له سبحانه، مع اليقين أنه قادرٌ على كلِّ
شيء، فلماذا إذا القلقُ والخوفُ؟ وهنا ستتأكد أنه لا داعي له.

استمرَّ في ممارَسة تمارين الاسترخاء، ما دامتْ نتيجتُها تُريحك،
فهي ممتازةٌ للتقليل مِن القلق.
الحوارُ الذاتي مع النفس مهم جدًّا، فاجلسْ مع نفسك وحاوِرْها،
واطرحْ عليها بعض الأسئلة التي تشغل ذهنك؛ لماذا التفكير الزائد
في أدقِّ التفاصيل؟ ماذا سأستفيد من ذلك؟ هل توجد لديَّ القدرة
على تغيير الأقدار؟ ... إلخ، وجاوبْ عن هذه الأسئلة بكل صراحةٍ
مع نفسك، وستجد أنك استهلكتَ تفكيرَك في أشياء لا فائدة منها،
وأنت ما زلتَ في مقتبل العمر؛ إذًا المفترض الآن أن أُحَوِّل
وأُغَيِّر طريقة التفكير لما يعود عليَّ بالنفع والفائدة؛
مثل: تحديد أهدافي في الحياة، والتخطيط لحياتي المستقبلية.

كذلك من المهم جدًّا أن تُكَوِّن علاقات اجتماعية جيدة مع زملائك
والمقربين، وخاصة الأشخاص الإيجابيين والمتفائلين.

حاوِل الاختلاطَ مع مَن حولك بالتدريج إلى أن تتعوَّد على الأصوات،
ولا تضعْ في بالك أنك لا تتحمَّل، وتأكَّدْ أنك مع الوقت ومع التدرُّج
ستستطيع الدُّخول في المناسَبات الاجتماعية بكل سهولة.

مارِسْ هواياتك المحبَّبة، واكتشفْ طاقتك المدفونة التي استَنْزَفْتَها
بالقلق الزائد، واشتركْ في الأندية الطلَّابية والأنشطة الاجتماعية
والتطوُّعية.
وختامًا تمنياتي لك بالسعادة والطمأنينة والتوفيق في حياتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق