الأربعاء، 30 يناير 2019

ابنة أختي الصغيرة منعزلة عن العالم

ابنة أختي الصغيرة منعزلة عن العالم
أ. شروق الجبوري
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لديَّ ابنةُ أخت عمرُها (4) سنوات، والعلاقةُ بين أبيها وأمِّها على غير
ما يُرام، وكذلك والدها غير موجود بالبيت فترات طويلة بسبب ظروف عمله!
المشكلةُ في ابنة أختي أنها مُنعَزِلة عن العالم الخارجي، تعيش في غرفتِها
ولا تُطيق أن يتحدثَ معها أحدٌ، ولا تقْبَل زيارة أحدٍ، ولا تقبل أنْ يلعب معها الأطفال.
أخبرونا ماذا نفعل لنُخرجها مِن عالَـمِها إلى عالَـمِنا؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نسأل الله تعالى أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.

أخي الكريم، لا شك أنَّ الرغبة (المبالغة) في العُزلة التي تشعر بها ابنةُ أختك
هي مؤشِّر غير مرغوبٍ، ومُثير للقلق، لا سيما وأنها في سنٍّ يدفع
للاستئناس باللعب مع الأقران، رغم بقاء التعلُّق بالأم.

ولذلك أجد مِن الضروري مُتابعة حالتها، والتعرُّف على أسباب رغبتها
في الانعزال؛ فقد يكون إحجامها عن الاختلاط بغير أمها يعود إلى
(موقف صادم) مرتْ به سابقًا، وكوَّن لديها خوفًا وخشيةً مِن الناس،
وفقدان الشعور بالأمن، إلَّا برفقة أمها.

وللتحقُّق مِن تلك المخاوف، أو الخبرات السيئة - إن وُجِدَتْ -
يُمكن أن تسعى أختك - أمها - لاستخدام أساليب
مُعينة تُساعدها في فَهْم ما تفكر وتشعر به ابنتها.

ومِن بين تلك الأساليب: الطلب إليها أن ترويَ حكاية - قصة - على أن
تُظهر والدتها اهتمامها بتلك القصة، لتترك لابنتها فرصةَ الاسترسال
بالحديث الذي سيخرج مِن مُخيلتها مُتضمنًا بعضًا مما
تُفَكِّر وتشعر به، حتى لو تضمن ما ترويه مشاهد
مِن أفلام الكارتون الذي تُدمن مشاهدته.

كما يُمكن الاستعانة بأسلوب الرسم، فتقوم والدتها بإهدائها ألوانًا،
وكراسة رسم، ثم تطلب منها أن ترسم أي شيء، على أن تتركَ لها
(حرية وقت) الرسم، فلا تجبرها أو تضغط عليها لتقوم به،
ثم تطلب منها أن تشرحَ لها ما رسمتْ، وتُشجعها وتُثني عليها
لتكرِّر ذلك مرات ومرات؛ إذ إنَّ ذلك يُساعد على تصريف مشاعر ابنة
أختك السلبية، كما أنَّ هذا الأسلوب يُستخدم في كثيرٍ مِن
الأحيان للتعرُّف على الأفكار ونوع المعاناة.
أمَّا إذا تعثَّر عليكم اكتشاف أسباب عزلتها، فأنصحكم بعَرْضِها على
مختصٍّ نفسيٍّ لديه خبرة في علم نفس الطفولة؛ لتشخيص حالتها،
أو قيامه بتحويلها إلى مختصٍّ آخر وبحسب ما يقتضيه وضعُها،
لا سيما إن كان انعزالُها عن جميع الناس وليس عنكم فقط.
وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يشفي ابنة أختك، ويحفظها لكم،
ويقر عيونكم بها، وسنكون سعداء لسماع أخباركم الطيبة.
منقول للفائدة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق