الاثنين، 11 فبراير 2019

طفل يترك المدرسة لأجل العمل والسبب

طفل يترك المدرسة لأجل العمل والسبب

بما أني كنت معلمة للأطفال وأحب الأطفال
سأتكلم اليوم عن هؤلاء الأطفال
الأطفال نعمة من الله وهبها الله للإنسان
وجعلنا مسئولون أمامها ومحاسبون عليها يوم القيامة
لا يعرف مقدارها إلا من حرم منها
كم هم رائعون هم الأطفال
لا يعرفون الكذب والخيانة
يتصرفون ببراءتهم التي خلقوا عليها
فالأطفال كالمعجون الذي يلعبون ويشكلون به الأشكال
وكما نشكلهم نحن هم ينشئون
وللأسف يأتي الأبوان وبدون اهتمام يفعلون ما لا يصح ولا يليق أمامهم

فترى منهم من يعلم طفله على الكذب أو على الغيبة والنميمة وغيره

من الآفات الغير المسموحة في قاموس الأطفال البريء
وللأسف انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة العمل لدى الأطفال
فهناك من الآباء من يجبره على ترك المدرسة والعمل لأجل كسب المال .

يردد أمامه أبواه عبارات تجعله يكره العلم والتعلم

من هذه العبارات:

( لن تنفعك المدرسة أو التعلم )

( لن تنفعك الشهادة )

( يجب أن تكون بيدك صنعة ما )

( يجب أن تكون رجلا منذ الصغر)

ومن هذا القبيل من الكلام

وكما قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه

وللأسف يتربى الطفل على هذا الشكل.

أيها الأبوان... هذا الابن هو مجرد طفل لا أكثر بالنسبة لكما الآن
لكنكما لم تدركا بعد خطورة هذه التربية وماذا ينشأ عنها
أنكما تربيان طفلكما على كرهكما وتزرعان هذا الشيء فيه

هو الآن لا يستطيع أن يفعل لكما أي شيء لأنه مجرد طفل صغير بريء
لكنه عندما يكبر سيدرك حتما صنيعكما به وسيحقد عليكما ويحاول الإنتقام

لأنكما ولأتفه الأسباب لم تحاولا أن تؤمنا له الحياة الآمنة المستقرة

كباقي الأطفال .
وللأسف هذه الظاهرة لا تعكس فقط على العائلة بمفردها

وإنما تعكس على المجتمع بأكمله
حينما ينشأ هذا الجيل ويندم على ما فاته من عمر

ويندم على عدم اكمال الدراسة والتعلم
ليس هذا وحسب بل ويتذكر الماضي الأليم الذي كان يعيشه في طفولته
يتذكر حينما كان يبيع ويثير شفقة الآخرين يتذكر تلك الآلام .

يتذكر حينما كان أبوه يوبخه ويعاقبه لأنه لم يبيع شيئا في هذا اليوم

يتذكر ويتذكر من المآسي ماذا تظنون سينشأ ذلك الطفل ؟
وأي أفكار وأي أشياء تدور في رأسه حينما يكبر؟
فالشخص بطبيعته يتأثر بطفولته حينما يكبر كيفما كانت
وللأسف سينشأ جيل متربٍ على الحقد والكراهية
متربٍ على التفكك الأسري وقطع الأرحام هل هذا هو الجيل الذي نحلم به ؟
أيها الآباء أنتم المسئولون عن هذه الأمانه ومحاسبون عليها
أمام الله تعالى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق