الاثنين، 11 فبراير 2019

التردد في اتخاذ القرار أرهقني

التردد في اتخاذ القرار أرهقني

أ. شروق الجبوري

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تردُّدي الكبير في اقتناء الملابس أرهقني؛ فلا يكاد يُعجِبني شيءٌ،

مما أزعج الكثيرين مِن أهلي، وفي نهاية الأمر إذا اشتريتُ لا أشتري

إلَّا شيئًا بسيطًا جدًّا، لا يُعجِب أكثر مَن حولي! فكيف

أتخطَّى هذه المشكلةَ بأساليبَ عمليةٍ؟!

وجزاكم الله خيرًا.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

نرحِّب أولًا بانضمامكِ إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن

يسدِّدنا في تقديم ما ينفعكِ وينفع جميع المستشِيرين.

إن الخطوة الأولى والأساسية للتخلُّص مِن أية مشكلة تَكمُن في التعرُّف

على أسبابها، وإن مِن بين أسباب التردُّد في اتخاذ القرار:

عدمَ التدرُّب على هذه السمة منذ الطفولة بشكل جيِّد، كما أن المبالَغة

في الاهتمام برأي الآخرين، والتوجُّس مِن انتقاداتهم يمثِّل سببًا آخر

، فيتَّخِذ الإنسان من التردُّد - وعدم الحزْم في اتخاذ قراراته

- وسيلةً لتجنُّب سماع انتقاداتٍ يتوقَّعها.

ولذلك، فإنَّ انتفاء هذه الأسباب يمثِّل علاج مشكلتكِ، فضعفُ وقلةُ التدريب

على اتخاذ القرارات يتمُّ تجاوُزه بزيادةِ تدريبكِ أنتِ لنفسكِ على ذلك،

ولكي يتحقَّق ذلك فلا بد أن تقومي باتخاذِ قراراتٍ سريعةٍ في أمورٍ

يسيرةٍ لا تكون لها عواقبُ سلبية، فإن خلص قراركِ إلى نتيجة مُرْضِية لكِ،

فسارعي إلى مكافأةِ نفسكِ بما تحبِّينه، مما هو مشروع لتعزيز سلوككِ إيجابيًّا.

أما إن لم تُعجِبْكِ النتيجةُ، فإيَّاكِ أن توبِّخي ذاتكِ، بل اعمَدي إلى دراسةِ

أسباب ذلك؛ لتعزمي بعد توصلكِ إليها على تصحيحِها وتجاوزِها في

المرَّات القادمة، فإن نجحتِ فيها لاحقًا، فكَافِئي نفسَكِ، أو أَعِيدي العزم

على تصحيحها، وهكذا، دون ملل أو يأس مهما تكرَّرت الإخفاقاتُ؛

فإن اتباعَكِ لذلك سيساعدُ على كسرِ حاجز الخوف والتردُّد في نفسكِ،

ويهيِّئُكِ لاتخاذ القرارات الأكثر تعقيدًا في حياتكِ - بإذن الله تعالى.

من ناحيةٍ أخرى، عليكِ باتخاذ العزم على تغيير أفكارِكِ فيما يتعلَّق

بآراء المُحِيطين، والحد من المبالَغة في ذلك، واستبدلي بذلك أفكارًا

مفادُها أن كلَّ مَن حولكِ من البشرِ معرَّض أيضًا للخطأ،

وأن عَلاقتَكِ بآرائهم لا يجبُ أن تكون عَلاقة سلبية يسودُها

الخوف والقلقُ، بل عَلاقة إيجابية تأملين منها الفائدة والاستنارة

بآراء الثقات منهم، والإعراض عن رأي مَن هم ليسوا بأهله.

ولكي تترسَّخ لديكِ هذه المفاهيم، أنصحكِ بمُجالسة نفسكِ للتفكير

والتأمل فيها، ثم تخيَّلي نفسكِ وأنتِ تتصرفين مع الناس،

وتتخذين قراراتكِ بِناءً على تلك المفاهيم،

وكرِّري تلك الجلساتِ حتى تترسَّخ لديكِ تلك المفاهيمُ.

وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصلِح شأنكِ كلَّه،

وينفع بكِ، وسنسعد بسماع أخباركِ الطيبة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق