الثلاثاء، 26 مارس 2019

ارتعاش اليدين عند الغضب والتوتر (1)

ارتعاش اليدين عند الغضب والتوتر (1)

أ. مروة يوسف عاشور

السؤال


♦ الملخص:

معلمة تنتابها رعشةٌ في يديها إذا خجِلتْ أو غضِبت، ومن ذلك:

شعورها بالرعشة إذا دخلتْ على طالباتها في بداية العام الدراسي،

أو حضرت حفل تكريم المعلمات.


♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فضلًا أريد عرض مشكلتي على

أ. مروة يوسف عاشور.

أنا فتاة في الثامنة والعشرين من عمري، أعمَل مُعلمة، لدي مشكلة

آمُل أن أجِد لها حلًّا عندكم.

مشكلتي أرى أنها كبيرة، وهي الرعشة عند الخجل أو الغضب.


فأما الخجل فمنه أني إذا دخلتُ على الضيوف لتقديم واجب الضيافة لهم،

فإن يدَيَّ ترتعشان وأُحِس بإحراج شديد، وكذا الحال عند دخولي

على طالبات الفصل في بداية العام الدراسي، علمًا بأني في بقية الفصل الدراسي

أُعطي الدروس بشكل طبيعي، ولا أَشعُر بهذه الرعشة، حتى عند حضور

المشرفة للاستماع إلى شرحي، لكن إذا حضَرتْ معها

إحدى المعلمات، فإني أُحس بالرعشة.


تظهر هذه الرعشة أحيانًا عند النزول إلى طوابير الطالبات صباحًا،

وتظهر دائمًا إذا كان هناك تكريم للمعلمات، فتظل من بداية النداء على

المعلمات حتى الوصول إلى تكريمي، ولذلك فإني أصبحتُ لا أحضُر

أي تكريم للمعلمات، وأصبحتُ لا أُكرِّم طالباتي أيضًا لظهور

هذه الرعشة عليّ بمجرد الإمساك بالمايكروفون.


وأما ظهور الرعشة عند الغضب، فمنه أني إذا اضْطُررتُ إلى توبيخ ب

عض الطالبات، فبمجرد فِعلي ذلك، فإن هذه الرعشة تظهر، مع العلم

أني لا أكون غاضبةً أصلًا، فهو مجرد توبيخ يسيرٍ لهنَّ؛ ليعود الفصل إلى انضباطه!


لقد أتعبني كثيرًا هذا الأمر، علمًا بأنه موجود في أخواتي وإخوتي وأبي،

لذلك أعتقد أنه أمرٌ وراثي، لكني أتمنَّى زواله، فكيف يزول؟ جزاكم الله خيرًا.


الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

وأن يُعيننا على مد يد العون لأحبابنا في جميع بقاع الأرض.


أُحيي تفكيركِ العالي وتَحليلكِ للمشكلة الذي تراءَى لي في قولك:

أرى أنها كبيرة، نعم بُنيتي الغالية كذلك تظهر لكِ كبيرة وما هي بكبيرة!


هل أتاكِ نبأ الطفلة حين وضعوا أمام عينيها ورقة صغيرةً

وهي تنظر إلى القمر، فأصرتَّ على أن الورقة أكبر من القمر؟!

تلك مشكلاتنا نراها عظيمة في حين يكاد لا يَشعُر بها مَن حولنا، وهنا مَربَض الفرس.


إن الرهاب الاجتماعي "Social anxiety disorder"

تتمثل كل مشكلته في أن مَن يعانيه يعتقد يقينًا أن مَن حوله يترصَّدونه ف

ي كل حركة وسكنةٍ، يَعُدُّون عليه أخطاءَه، ويتحاكون عن هفواته وزَلَّاته

، وقد يكون ذلك صحيحًا لوقتٍ لا يتجاوز الثواني أو الدقائق،

ثم يتناسون أمره كأن شيئًا لم يكن، وكأن أمره لم يحدث، أتعتقدين

مثلًا أنكِ إذا سقطتِ مِن على الدَّرَج بصورة تدعو إلى الضحك ورآكِ الناس،

أنهم يستحضرون ذلك الموقف أكثر من دقيقة؟!

لن يحدث ذلك، ولن يبقى للموقف ذكرى إلا في تفكيركِ أنتِ!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق