الاثنين، 4 نوفمبر 2019

سلسلة أعمال القلوب (14)

سلسلة أعمال القلوب (14)



3- ومما يحيي القلب: مجالسة الصالحين الذين يذكرون الله عز وجل

ويذكرون بالله بالنظر إلى وجوههم: من الناس من إذا نظرت إلى وجهه؛

انشرح صدرك؛ وذهبت عنك كثير من الأوهام والهموم والمخاوف .



قال ابن القيم رحمه الله:

كان إذا حدق بنا الخصوم، وأرجفوا بنا، وألبوا علينا، واعترتنا المخاوف

من كل جانب؛ أتينا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، يقول: فوالله ما إن

نرى وجهه حتى يذهب ذلك عنا جميعاً لما يرون في وجهه من الإنارة،

وما يرون فيه من المعاني الدالة على انشراح الصدر، وثبات القلب والتقى

والرجاء والخوف من الله، فإن الوجه مرآة للقلب ولهذا قيل:'ما أسر أحد

سريرة إلا أظهرها الله على صفحة وجهه وفلتات لسانه' .



ودخل رجل على عثمان رضي الله عنه، فقال عثمان:'أيعصي أحدكم ربه ثم

يدخل علي؟ فقال الرجل:أَوَحْيٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم – يعني

كيف علمت؟- فأخبره أنها فراسة المؤمن حيث يكون الوجه مظلماً لما

في القلب من الظلمة، ويكون الوجه مشرقاً لما في القلب من الإشراق.



ومن الناس من إذا رأيته أحببته قبل أن يتكلم، ومن الناس من إذا رأيته

أبغضته قبل أن يتكلم، وما ذلك إلا أن هذه الأوجه هي صفحات ينقش فيها

ما تكنه القلوب .



يقول جعفر بن سليمان رحمه الله:' كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت

فنظرت إلى وجه محمد بن واسع – وكان من كبار العباد والصالحين –

كان وجهه كأنه ثكلى'[نزهة الفضلاء638 ] ،



يعني: كأنه وجه ثكلى من أثار الخوف من الله عز وجل، بادية عليه آثار

الإشفاق، آثار الخشية ظاهرة على وجهه، فإذا نظروا إلى وجهه؛ رقت

قلوبهم قبل أن يتكلم لا يحتاجون إلى كثير من كلامه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق