الاثنين، 4 نوفمبر 2019

المناهي اللفظية (38)


المناهي اللفظية (38)

ملخص عن كتاب: المناهي اللفظية **
يقدم هذا الكتاب إجابات على فتاوى وأسئلة عقدية وُجهت للشيخ ابن عثيمين
حول ما نهى الشرع عن التلفظ به، مما يدخل تحت القضايا العقائدية اللفظية.
وفي هذه الفتاوى يصحح الشيخ الأخطاء اللفظية الشائعة على ألسنة الناس
التي تصطدم بالعقيدة، مثل قولهم: ‏(‏فلان المغفور له‏)‏ و ‏(‏فلان الشهيد)،
مستلهمًا الردود والتفسييرات من القرآن الكريم، والسنة النبوية العطرة.

38- سئل فضيلة الشيخ‏:‏ عن قول العامة ‏(‏تباركت علينا‏؟‏‏)‏ ‏(‏زارتنا البركة‏؟‏‏)‏‏.‏

فأجاب قائلا‏:‏ قول العامة ‏(‏تباركت علينا‏)‏ لا يريدون بهذا ما يريدونه بالنسبة
إلى الله - عز وجل - وإنما يريدون أصابنا بركة من مجي، والبركة يصح
إضافتها إلى الإنسان، قال أسيد إلى حبير لما نزلت آية التيمم بسبب عقد
عائشة الذي ضاع منها قال‏:‏

‏(‏ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر‏)‏‏.‏

وطلب البركة لا يخلو من أمرين‏:‏

الأمر الأول‏:‏ أن يكون طلب البركة بأمر شرعي معلوم مثل القرآن الكريم
قال الله - تعالى -‏:‏

‏{‏وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ‏}
‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 92‏]‏‏.‏

فمن بركته أن من أخذ به وجاهد به حصل له الفتح، فأنقذ الله به أمما كثيرة
من الشرك، ومن بركته أن الحرف الواحد بعشرة حسنات وهذا يوفر
للإنسان الجهد والوقت‏.‏

الأمر الثاني‏:‏ أن يكون طلب البركة بأمر حسي معلوم، مثل العلم فهذا الرجل
يتبرك به بعلمه ودعوته إلى الخير، قال أسيد ابن حبير

‏(‏ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر‏)‏

فإن الله قد يجري على أيدي بعض الناس
من أمور الخير ما لا يجريه على يد الآخر‏.‏

وهناك بركات موهومة باطلة مثل ما يعزم به الدجالون أن فلانًا الميت الذي
يذعمون أنه ولي أنزل عليكم من بركته وما أشبه ذلك، فهذه البركة باطلة
لا أثر لها، وقد يكون للشيطان أثر في هذا الأمر لكنها لا تعدوا أن تكون آثارًا
حسية بحيث أن الشيطان يخدم هذا الشيخ فيكون في ذلك فتنة‏.‏

أما كيفية معرفة هل هذه من البركات الباطلة أو الصحيحة‏؟‏

فيعرف ذلك بحال الشخص، فإن كان من أولياء الله المتقين المتبعين للسنة
المبتعدين عن البدع فإن الله قد يجعل على يديه من الخير والبركة ما يحصل
لغيره، أما إن كان مخالفا للكتاب والسنة، أو يدعو إلى الباطل فإن بركته
موهومة، وقد تضعها الشياطين له مساعدة على باطله‏.‏



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق