الجمعة، 8 نوفمبر 2019

المناهي اللفظية (42)


المناهي اللفظية (42)



ملخص عن كتاب: المناهي اللفظية **
يقدم هذا الكتاب إجابات على فتاوى وأسئلة عقدية وُجهت للشيخ ابن عثيمين
حول ما نهى الشرع عن التلفظ به، مما يدخل تحت القضايا العقائدية اللفظية.
وفي هذه الفتاوى يصحح الشيخ الأخطاء اللفظية الشائعة على ألسنة الناس
التي تصطدم بالعقيدة، مثل قولهم: ‏(‏فلان المغفور له‏)‏ و ‏(‏فلان الشهيد)،
مستلهمًا الردود والتفسييرات من القرآن الكريم، والسنة النبوية العطرة.

42- وسئل‏:‏ عن حكم التسمي بأسماء الله مثل كريم، وعزيز ونحوهما ‏؟‏

فأجاب بقوله‏:‏ التسمي بأسماء الله - عز وجل - يكون على وجهين‏:‏

الوجه الأول‏:‏ وهو على قسمين‏:‏

القسم الأول‏:‏ أن يحلى بـ ‏(‏ال‏)‏ ففي هذه الحال لا يسمى به غير الله - عز وجل
- كما لو سميت أحدًا بالعزيز، والسيد، والحكيم، وما أشبه ذلك فإن هذا يسمى
به غير الله لان ‏(‏ال‏)‏ هذه تدل على لمح الأصل وهو المعنى الذي تضمنه
هذا الاسم‏.‏

القسم الثاني‏:‏ إذا قصد بالاسم معنى الصفة وليس محلي بـ ‏(‏ال‏)‏ فإنه لا يسمى
به ولهذا غير النبي صلى الله عليه وسلم كنية أبي الحكم التي تكنى بها ؛ لأن
أصحابه يتحاكمون إليه فقال النبي، صلى الله عليه وسلم ‏(‏إن الله هو الحكيم
وإليه الحكم‏)‏ ثم كناه بأكبر أولاده شريح فدل ذلك على أنه إذا تسمى أحد باسم
من أسماء الله ملاحظًا بذلك المعنى الصفة التي تضمنها هذا الاسم فإنه يمنع
لأن هذه التسمية تكون مطابقة تمامًا لاسماء الله - سبحانه وتعالى - وإن
أسماء الله - تعالى - أعلام وأوصاف لدلالتها على المعنى الذي تضمنه الاسم‏.‏

الوجه الثاني‏:‏ أن يتسمى غير محلي بـ ‏(‏ال‏)‏ وليس المقصود به معنى الصفة
فهذا لا بأس به مثل حكيم ومن الأسماء بعض الصحابة حكيم ابن حزام الذي
قال له النبي صلى الله عليه وسلم، ‏(‏لا تبع ما ليس عندك‏)‏ وهذا دليل على أنه
إذا لم يقصد بالاسم معنى الصفة فإنه لا بأس به‏.‏

لكن في مثل ‏(‏حبار‏)‏ لا ينبغي أن يتسمى وإن كان لم يلاحظ الصفة وذلك لأنه
لا يأثر في نفس المسمى فيكون معه جبروت وغلو واستكبار على الخلق
فمثل هذه الأشياء التي قد تؤثر على صاحبها ينبغي للإنسان أن يتجنبها‏.‏
والله أعلم‏.‏


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق