الجمعة، 12 يونيو 2020

لماذا يجلد الزاني وشارب الخمر؟

لماذا يجلد الزاني وشارب الخمر؟

هل تصدق عزيزي القارئ أن بعض العلماء ابتكروا أسلوباً فعالاً لعلاج
الإدمان على الجنس والمخدرات ‏من خلال ضرب‎ ‎‏ (جلد) الشخص على ظهره
... أليسj‏ هذه هي عقوبة الزاني أو شارب الخمر في ديننا ‏الحنيف؟....‏

نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية الشهيرة (وهي صحيفة علمانية
لا تؤمن بتعاليم الإسلام) مقالاً بتاريخ ‏‏(7/1/2013) حول أسلوب جديد
لعلاج الإدمان على الجنس والإدمان على المخدرات أو الخمور.. وذلك
‏من خلال جلد أو ضرب المدمن عدداً من المرات على ظهره، مما يساهم
بشكل فعال في التخلص من ‏الإدمان.‏

ويقول العلماء الروس إن هذه الطريقة أثبتت فعاليتها في حين فشلت معظم
أساليب العلاج التقليدية ‏للإدمان، ولكن ما هو سر ذلك؟

يؤكد الدكتور ‏Dr German Pilipenko ‎‏ يؤكد أنه عالج أكثر من ألف
حالة بهذه الطريقة، حتى إن ‏الكثيرين يسافرون من دول بعيدة للاستفادة
من هذا العلاج!! ‏

يقول هذا العالم السيبيري (من سيبيريا) إن ضرب مدمن الجنس بهدف
تخليصه من الآثام يساهم في ‏تحرير مادة الإندورفين‎ Endorphins‏
من الدماغ وهي المادة المسؤولة عن السعادة، مما يجعل المدمن ‏يشعر
بسعادة تساعده على التخلص من ممارسة الجنس أو تعاطي المخدرات.‏

ويقول علماء النفس: إن هذا الأسلوب هو نوع من العقاب البدني على أفعال
آثمة ارتكبها مدمن الخمر ‏أو مدمن الزنا، تشعره بذنبه وأن ما يقوم به
هو خطأ كبير لابد من التخلص منه وعدم العودة إليه. وهو ‏أسلوب فعال
وقد استخدمه بعض الكهان قبل مئات السنين.‏

ويعترف الدكتور ‏Dr. Sergei Speransky, ‎‏ مدير الدراسات الحيوية
في معهد ‏‎ Novosibirsk ‎Institute of Medicine‏ بأن أسلوب الضرب
بالقصب أو الخيزران على الظهر فعال في علاج نوبات ‏الاكتئاب
والإحساس بالذنب.‏

فعملية الجلد أو الضرب تحفر مناطق خاصة في الدماغ لدى مدمن المخدرات
مثلاً وتحدث عمليات معقدة ‏تؤدي للتخلص من الإدمان بسهولة.‏

الآن دعونا نتساءل قليلاً:‏
لماذا يتقبل الغرب أي طريقة للعلاج ولو كانت عبارة عن جلد المدمن مئة
جلدة! ويعمل بها ويروج لها ما ‏دامت بعيدة عن الإسلام؟ ولماذا يرفض
أي تعاليم ينادي بها الإسلام مع العلم أن تعاليم الإسلام أكثر ‏رحمة،
ولا تنتظر الزاني ليصل إلى مرحلة الإدمان؟

نحن نعلم أن الله تعالى عالج ظاهرة الإدمان على الجنس من جذورها
من خلال الآية الكريمة:

{الزَّانِيَةُ ‏وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ} [النور: 2]
. فهذه العقوبة سوف تطهر الزاني وتردع غيره ‏وتقطع مشكلة الإباحية
من جذورها.. وتنقذ ملايين الشباب من هذه الآفة المستعصية.‏

ولكن الغرب لا يقبل بأي علاج قادم عن طريق الإسلام، ونحن نرى اليوم
أنهم يقبلون العلاج ذاته ‏‏(بالضرب أو الجلد) لأنه قادم من روسيا،
ومن أناس غير مسلمين... سبحان الله!‏

ولذلك نستطيع أن نقول:‏
‏1- إن علاج مشكلة الزنا ومشكلة شرب الخمر من خلال الجًلد على الظهر،
هو علاج صحيح وتمت ‏تجربته آلاف المرات من خلال متخصصين
في العلاج النفسي وعلاج الإدمان.‏

‏2- إن وجود هذه العقوبة أو هذا الحدّ في كتاب الله تعالى
(حد شارب الخمر والزاني والزانية).. دليل على ‏أنه كتاب منزل من الله
تعالى، وليس كما يدعون أنه يأمر بالعنف ويتعدى على حقوق الإنسان.‏

‏3- إن تطبيق حد الزنا سوف ينقذ الملايين من الموت بسبب الأمراض
الجنسية المعدية، وسوف يوفر ‏المليارات التي تنفق على علاج هذه
الأمراض وسوف ينقذ ملايين الأسر من التفكك الأسري والعنف ‏المنزلي
ومشاكل أخرى قد تؤدي أحياناً للانتحار.. أيهما أفضل: مئة جلدة
أم الموت والمرض؟

مع العلم أن تكلفة "جلسة الجَلد" عند طبيب متخصص في روسيا تكلف
60 دولار أمريكي، بينما الإسلام ‏يقدم هذا العلاج مجاناً.. سبحان الله!‏

‏4- إن اعتراف المعالجين النفسيين أن ضرب مدمن الجنس يؤدي لنتائج
جيدة في العلاج، يؤكد إعجاز ‏القرآن في حد الزنا!! فإعجاز القرآن لا يقتصر
على الحقائق العلمية أو اللغوية بل هناك إعجاز في تطبيق ‏الحدود.‏

وربما تطالعنا أبحاثهم قريباً بضرورة قطع يد السارق لعلاج مشكلة السرقة
من جذورها.. فلو تأملنا دولة ‏مثل الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً لرأينا
وجود مئات الآلاف من اللصوص، وعلى الرغم من تطبيق ‏مختلف أنواع
العقوبات إلا أن جريمة السرقة في ازدياد. ولن يجد العالم عقوبة أرحم
من قطع يد السارق ‏لعلاج هذه الآفة وقطع الفساد من جذوره.. قال تعالى:

{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا ‏نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
[المائدة: 38].
هذه هي حكمة الله تعالى فأين هي حكمة البشر؟

وأخيراً فإن هذا الدين جاء رحمة للعالم، وربما لا نعجب عندما نعلم أن
الحرب كلما اشتدت على الإسلام ‏ازداد انتشار الإسلام وبخاصة في الدول
الغربية حيث ينعم الناس بحرية الفكر والاعتقاد.. وهذا دليل مادي ‏على أن
الإنسان العاقل عندما تُترك له حرية الاعتقاد فسوف يختار هذا الدين الحنيف.‏

بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق