الاثنين، 2 نوفمبر 2020

تدخل الأهل لتقويم الأبناء، وإرشادهم

 

تدخل الأهل لتقويم الأبناء، وإرشادهم


من الواضح أن هناك ضرورة لتدخل الأهل عبر تقويم الأبناء، وإرشادهم إلى الصح والخطأ. ولكن لا يجب أن يتم ذلك بأسلوب فرض الرأى، وإعطاء الأوامر خصوصا فى المراحل العمرية التى يريد الشاب أن يشعر فيها باستقلاليته، وبأن له كيانه المستقل. خصوصا أن الابن يمكن أن يتعرض لمضايقات من أصحابه إذا ظهر أمامهم أنه ضعيف الشخصية، أو إذا عرفوا أنه ما زال يخشى والده أو والدته. وينصح خبراء علم النفس الآباء بمحاولة الاستماع لآراء ابائهم، ومحاولة مد جسور الثقة معهم. كما أن هناك ضرورة لتعزيز ثقة الأبناء فى أنفسهم، وإشعارهم بالثقة فى أنفسهم، حتى تنمو بداخلهم الرقابة الذاتية التى ستصحح فيما بعد من سلوكياتهم. أما اسلوب الرقابة الشديدة، وفرض الرأى فلن يثمر إلا عن أشخاص مريضين نفسيا، غير قادرين على اتخاذ قرار خوفا من نقد الأهل لهم. وبالتالى يتزايد اعتمادهم على الأهل. وفى بعض الأحيان نجد الابن غير قادر على اتخاذ قرار الزواج أو الحب أو حتى الصداقة إلا بعد الرجوع للأهل، وهذا بسبب أسلوب التربية الخاطىء.

وعندما يفتقد الابن الثقة فى المنزل فإنه سيبحث عن من يعطيه هذه الثقة فى نفسه، وبالتالى يصبح فريسة سهلة لأصدقاء السوء، الذين يجدون فيه تربة خصبة لتقبل العادات السيئة لمجرد الرغبة فى الشعور بالاستقلال عن سلطة الأب.

أما الأهم من هذا كله فهو أن يكون الأهل قدوة للأبناء من خلال تصرفاتهم، وعندما يرى الابن أن والده أو والدته يعاملانه بطريقة جيدة، ويتصرفان بأسلوب لائق فإنه سيصبح مثلهما، لأنه سيصبح محصنا ضد أى أفكار أو سلوكيات شاذة أو غربية على المجتمع. خصوصا وأننا نعيش فى عصر تتزايد فيه المغريات، وتتنوع فيه الثقافات التى يمكن أن تؤدى إلى الانحلال الخلقى، وما يتبعه من جرائم.

ولهذا، فعلى الأهل أن يدركوا أن أفضل أسلوب للتربية هو أسلوب مصادقة الأبناء، والتفاهم معهم، والحوار، ومنحهم الثقة فى تصرفاتهم، مع هامش للحرية. وباختصار تطبيق أسلوب المثل القديم: إن كبر ابنك خاويه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق