السبت، 13 فبراير 2021

روائع الإعجاز النفسي (72)

 روائع الإعجاز النفسي (72)


الصيام ... لعلاج الضغوط النفسية
يقول تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
[البقرة: 183].

والله تعالى لا يكتب شيئاً على عباده إلا إذا كان فيه مصلحة ومنفعة لهم.
ولذلك قد عُرف الصيام منذ آلاف السنين قبل الإسلام عند معظم شعوب
العالم، وكان دائماً الوسيلة الطبيعية للشفاء من كثير من الأمراض، وأن
الصوم هو الطريق الطبيعي للشفاء من الأمراض!

يؤكد الباحثون اليوم أن مستوى الطاقة عند الصائم يرتفع للحدود
القصوى!!! فعندما تصوم أخي المؤمن فإن تغيرات كثيرة تحصل داخل
جسدك من دون أن تشعر، فهنالك قيود كثيرة تُفرض على الشياطين،
فلا تقدر على الوسوسة والتأثير عليك كما في الأيام العادية، وهذا ما يرفع
من مستوى الطاقة لديك لأنك قد تخلصت من مصدر للتوتر وتبديد الطاقة
الفعالة سببه الشيطان.

إن أكثر من عُشر طاقة الجسم تُستهلك في عمليات مضغ وهضم الأطعمة
والأشربة التي نتناولها، وهذه الكمية من الطاقة تزداد مع زيادة الكميات
المستهلكة من الطعام والشراب، في حالة الصيام سيتم توفير هذه الطاقة
طبعاً ويشعر الإنسان بالارتياح والرشاقة. وسيتم استخدام هذه الطاقة في
عمليات إزالة السموم من الجسم وتطهيره من الفضلات السامة.

إن للجسم مستويات محددة من الطاقة بشكل دائم، فعندما توفر جزءاً كبيراً
من الطاقة بسبب الصيام والامتناع عن الطعام والشراب، وتوفر قسماً آخر
بسبب النقاء والخشوع الذي يخيم عليك بسبب هذا الشهر الفضيل، وتوفر
طاقة كبيرة بسبب الاستقرار الكبير بسبب التأثير النفسي للصيام، فإن هذا
يعني أن الطاقة الفعالة لديك ستكون في قمتها أثناء الصيام، وتستطيع أن
تحفظ القرآن مثلاً بسهولة أكبر، أو تستطيع أن تترك عادة سيئة مثلاً
لأن الطاقة المتوافرة لديك تؤمن لك الإرادة الكافية لذلك.

للصيام قدرة فائقة على علاج الاضطرابات النفسية القوية مثل الفصام!!
حيث يقدم الصوم للدماغ وخلايا المخ استراحة جيدة، وبنفس الوقت يقوم
بتطهير خلايا الجسم من السموم، وهذا ينعكس إيجابياً على استقرار
الوضع النفسي لدى الصائم.

حتى إننا نجد أن كثيراً من علماء النفس يعالجون مرضاهم النفسيين
بالصيام فقط وقد حصلوا على نتائج مبهرة وناجحة! ولذلك يعتبر الصوم
هو الدواء الناجع لكثير من الأمراض النفسية المزمنة مثل مرض الفصام
والاكتئاب والقلق والإحباط.

إن الصيام يحسِّن قدرتنا على تحمل الإجهادات وعلى مواجهة المصاعب
الحياتية، بالإضافة للقدرة على مواجهة الإحباط المتكرر. وما أحوجنا في
هذا العصر المليء بالإحباط أن نجد العلاج الفعال لمواجهة هذا الخطر! كما
أن الصوم يحسن النوم ويهدّئ الحالة النفسية.

فلدى البدء بالصوم يبدأ الدم بطرح الفضلات السامة منه أي يصبح أكثر
نقاء، وعندما يذهب هذا الدم للدماغ يقوم بتنظيفه أيضاً فيكون لدينا دماغ
أكثر قدرة على التفكير والتحمل.

بكلمة أخرى أكثر استقراراً للوضع النفسي. والآن ينبغي أن نستيقن بأن
الإسلام لم يأت بشيء إلا وفيه مصلحة ومنفعة لنا، ولم ينهنا عن شيء
إلا وفيه ضرر وشر بنا، ولذلك ينبغي أن ندرك ونتأمل ونتدبر قول الحقّ
عز وجل:

{ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
[البقرة: 184].

من كتاب روائع الإعجاز النفسي
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق