الثلاثاء، 9 فبراير 2021

راحة قلبك

 راحة قلبك



من أقوال أ. وجدان العلي

كلما أويت إلى مكتبةٍ، وجلست بين الكتب، وملأت أنفي برائحة

الأوراق=عادت إلى قلبي نضرته، وشملتني سكينةٌ سابغةٌ، كأن أرواحنا

كلما أطالت الجلوس في سراب "المعدن" صدئتْ، فإذا عادت إلى جذورها

وتباعدت عن صلصلة السوشيال ميديا وزعيقها والكلام الذي لا ينتهي،

والحروف التي لا تنتهي، والشكوى التي لا تنتهي، والأخبار التي

لا تنتهي=عندما تفر من هذا كله تعود إلينا ملامحنا، نكون أكثر هدوءًا،

وأصفى فِكرًا، وأندى روحًا.. هي هي السكينة نفسها التي كنت أشم رائحتها

في مساجد القاهرة العتيقة، عندما يحملني الشوق إلى الغورية فأجلس في

مسجد " المؤيد شيخ"، وأتحسس من جديدٍ معالم روحي.. لقد كان لي أستاذ

يقول لي عندما كنت أجلس معه على أرض الحديقة وأنا صغيرٌ: يا بنيَّ!

نحن خُلقنا من التراب، ولن تجد راحةً في قلبك إلا عندما تجلس على التراب،

فأنت تتصل بأصلك.. قاعدة الجمال في ترك التكلف، والهروب من الصنعة،

والنزوع إلى الفطرة الأولى، ورحم الله أبا الطيب، إذ يقول: أفدي ظِباءَ فلاةٍ

ما عرفنَ بها مضغَ الكلام ولا صبغَ الحواجيبِ! / حُسْن الحضارةِ مجلوبٌ

بتطريةٍ وفي البداوة حسنٌ غير مجلوبِ! وتلك حياة خاليةٌ من الأصباغ،

لا يعرفها من لا يستطيع العيش إلا من وراء كاميرا وهاتف، إذا طَعِم أو شَرِب

أو فرح أو حزن؛ فإن قبلة قلبه هاتفه، حتى إذا انطفأ هاتفه أو انقطع عنه

النت=اختنق فلا يدري ماذا يفعل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق