الأحد، 21 فبراير 2021

القنوت في صلاة الصبح

 

القنوت في صلاة الصبح

السؤال: له سؤال آخر في هذه الرسالة يقول فيه: ما حكم دعاء القنوت
في صلاة الصبح، وهل يوجب تركه سجود السهو، وإذا لم نسجد للسهو،
هل تعتبر الصلاة صحيحة؟

الجواب:
أولاً القنوت في الصبح غير مشروع على وجه الدوام، بل هو غير مشروع،
بل أقل أحواله أن يكون مكروهاً، وظاهر النصوص أنه بدعة؛ ولهذا ثبت في
حديث سعد بن طارق الأشجعي عن أبيه أنه سأل أباه، قال: يا أبت! إنك
صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلف أبي بكر وعمر وعثمان
وعلي ، أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: أي بني محدث قال طارق لابنه:
أي بني محدث، وطارق من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، رواه أحمد
رحمه الله والترمذي والنسائي وابن ماجة بإسناد جيد، فهذا يدل على أنه غير
مشروع القنوت في الصبح، هذا القنوت الدائم، فهو محدث لم يفعله الرسول
صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، يعني: ولا الخلفاء المذكورون.

وذهب قوم من أهل العلم إلى أنه يستحب كـالشافعي رحمه الله وجماعة،
واحتجوا بحديث جاء عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت
في الصبح حتى فارق الدنيا لكنه حديث ضعيف عند أهل العلم ليس بثابت،
والصواب أن القنوت في الصبح إنما هو في النوازل خاصة، إذا نزل
بالمسلمين نازلة مثل الحروب التي يشنها الأعداء فيشرع القنوت، كما قنت
النبي صلى الله عليه وسلم شهراً يدعو على أحياء من العرب؛ لما قتلوا
جماعة من أصحابه ، وقنت يدعو على قريش مدة من الزمن، هذا لا بأس
به، هذا مشروع عند الحاجة إليه، لكن ليس بدائم بل مؤقت شهر شهرين ثم
يتركه، هذا مشروع للنوازل والحاجة التي تعرض من عدوان على المسلمين
من عدوهم، فيقنت في الدعاء عليهم كما فعله المصطفى
صلى الله عليه وسلم، أما القنوت الدائم في الصبح أو في غيرها فهذا غير
مشروع بل هو بدعة، وأقل أحواله أن يكون مكروهاً؛ لأنه خلاف الأحاديث
الصحيحة، والله المستعان. نعم.

المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق