الثلاثاء، 29 يونيو 2021

عالج نفسك بالقرآن (59)

 عالج نفسك بالقرآن (59)


أول دراسة علمية موثقة حول العلاج بالقرآن الكريم
"كيف تعالج نفسك من دون معالج"

العلاج بالصلاة
الصلاة أيضاً معلومة تدخل إلى خلايا الدماغ خمس مرات في اليوم، هذه
المعلومة تقوم بإصلاح الخلل الذي أصاب البرنامج الموجود في دماغك، لذلك
حافظ على الصلوات الخمس وأكثر من صلاة الليل.

وللأسف الشديد لا توجد دراسات إسلامية طبية عن تأثير الصلاة على
الأمراض وعلاجها والشفاء بها، ولذلك فإننا نلجأ إلى الدراسات الغربية
التي تؤكد يوماً بعد يوم على الأثر المذهل للصلاة على شفاء الأمراض. ولكن
صلاتهم هي عبارة عن مجرد اعتقاد بقدرة الله على الشفاء، فهم لا يراعون
شروط الطهارة وشروط الإخلاص والتوجه إلى الله، وليس لديهم تصور عن قدرة الله تعالى،
بل معظمهم يصلون وهم مشركون بالله، فيدعون له ولداً،
أو يتصورونه بصورة إنسان أو غير ذلك مما لم ينزل الله به سلطاناً.

وعلى كل حال وحسب اعتقادي أن هذه الصلاة "الغربية" التي تجري عليها
الاختبارات غير صحيحة وعلى الرغم من ذلك يرى العلماء فوائدها الكثيرة،
فتصوروا معي لو أن هذه الاختبارات أُجريت على أناس مسلمين خاشعين
في صلاتهم، بالتأكيد ستكون النتائج أكثر وضوحاً، وسيكون أثر هذه
الصلاة أكبر بكثير.

كشفت دراسة أجريت عام 2006 عن الأثر المذهل للصلاة في الشفاء
(ونود أن نشير إلى أن الصلاة على طريقتهم كما أسلفنا)، كذلك كشفت هذه
الدراسة أن الدعاء للمريض من قبل عائلته وأصدقائه له أثر في الشفاء أيضاً!

وربما يعجب البعض من هذه النتائج التي يقوم بها الغرب الذي غالباً
ما يوصف بالإلحاد، ولكنهم يدرسون أي ظاهرة تصادفهم، ليس من منطلق
الإيمان بالصلاة وفائدتها ولكن بهدف السبق العلمي!

وفي دراسة أجريت في جامعة ويسكونسون تبين أن مرضى السرطان
{وبخاصة سرطان الثدي} قد استفادوا بالفعل من ممارسة الصلاة والحفاظ
عليها، وفي دراسة تمت في جامعة أريزونا تبين أن الصلاة والاستمرار فيها
يؤدي إلى نتائج إيجابية وتحسن ملموس في حالة المريض بشكل عام.

وقد أكد الدكتور David R. Hodge أن نتائجه اعتمدت على 17 دراسة
سابقة بالإضافة إلى الدراسة التي نشرها في مارس 2007 وأظهر من خلالها
الطاقة الشفائية الكامنة في الصلاة، كما أن أحد الباحثين في جامعة هارفارد
وهو البروفسور هيربرت بنسن قد درس تأثير الصلاة على مرضى
القلب ولاحظ وجود بعض الشفاء.

إن هذه النتائج يا أحبتي ينكرها الملحدون في الغرب، بل ويتهمون الباحثين
بأنهم يلفقون النتائج، ولكن الأبحاث العلمية ولغة العلم والحقائق العلمية
لا تعرف الكذب، فالدراسات تتوالى وشيئاً فشيئاً يجد الملحدون
أنفسهم محاصرين بهذه النتائج العلمية المحكمة.

لقد قام علماء في المركز الجديد لدراسات العلم والدين في جامعة كولومبيا
بالعديد من الدراسات والتي أظهرت أن المنطقة الأمامية من الدماغ
أو ما يسمى منطقة الناصية قد حدث فيها نشاط كبير أثناء الصلاة، أي أن هناك
علاقة بين الصلاة وبين الناصية! وربما ندرك لماذا كان دعاء النبي في خطابه
لربه: {ناصيتي بيدك} صلى الله عليه وسلم.

العالم Andrew Newberg وهو طبيب في جامعة بنسلفانيا ومؤلف كتاب
Why We Believe What We Believe يؤكد على أن المنطقة الأكثر
نشاطاً أثناء الصلاة والتأمل هي الناصية {أي المنطقة التي تقع خلف الجبهة}،
يقول في دراسة له {CNN}:

The frontal lobe, the area right behind our foreheads,
helps us focus our attention in prayer and meditation

إن المنطقة الأمامية من الدماغ والتي تقع تماماً خلف الجبهة، تساعدنا
على التركيز أثناء الصلاة والتأمل.

إن منطقة الناصية من الدماغ أهم منطقة حيث تنشط أثناء التركيز على شيء
ما أو محاولة حل مشكلة، ولذلك نرى سيدنا هوداً عليه السلام بعدما فقد الأمل
من قومه وتولى عنهم ولم يجد حلاً أو طريقة يقنعهم بصدق رسالته، ماذا قال؟
لقد أكد على أن الله يمسك بناصية المخلوقات جميعاً وهو يتولى أمرها
وقيادتها وتوجيهها، قال:

{إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا
إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
[هود: 56].
ونود أن نشير إلى أن هذه النتائج الطبية قد أجريت في مراكز بحث "محترمة"
علمياً ومرموقة ولا يتسرب الشك إليها، فقد أُجريت دراسات عديدة في جامعة
كولومبيا جاء بنتيجتها أن للصلاة طاقة شفائية مذهلة، بل تؤثر الصلاة على
القدرة على الإنجاب، حيث أكدت الدراسة أن نسبة لا بأس بها ممن حافظوا
على "الصلاة" و "الدعاء" قد تحسنت لديهم القدرة على الإنجاب!

كما أن الدكتور Andrew Newberg وجد أن شكل الدماغ أثناء الصلاة
والتأمل {الخشوع} مميز جداً ويختلف عن جميع النشاطات الأخرى التي
يمارسها الإنسان في حياته، وهذا ما دفعه وبعد بحث استمر أكثر من عشر
سنوات إلى الإيمان بأن الله تعالى هو من صمم هذا الدماغ ليعمل بهذا الشكل،
وخزَّن فيه الكثير من الأسئلة التي تقود الإنسان للإيمان به، مثل: كيف جئت
إلى الدنيا، إلى أين سأذهب، ماذا بعد الموت، من خلق العالم، ...

ويقول: إن وجود هذه الأسئلة في دماغ كل منا منذ ولادته
هو دليل على وجود الله!

من عظمة نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام أن أكبر همومه كانت الصلاة،
وحتى وهو على فراش الموت كان همه أن يطمئن على صلاة المسلمين، وحتى
في الحرب كان يحرص على إقامة الصلاة على وقتها، كل هذا ليبقى المؤمن
طاهراً نقي الجسد والقلب. فالصلاة ليست مجرد عبادة، إنما هي وسيلة للشفاء
كما أثبتت الدراسات الطبية. ولذلك كانت الصلاة أهم ركن بعد شهادة
أن لا إله إلا الله!
يقول تعالى:

{وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ *
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ
يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}
[الرعد: 22-24].

بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق