الأحد، 27 يونيو 2021

موسوعة المؤرخين (66)

 

موسوعة المؤرخين (66)


محمد بن سعد صاحب الطبقات الكبرى (الجزء الأول)
يعتبر محمد بن سعد آخر الكتاب الكبار في المغازي والسير، وآخر جامعي
السيرة النبوية من المتصلين بالمصادر الأولى (الواقدي وابن إسحاق
وموسى بن عقبة)، وهو صاحب كتاب الطبقات الكبرى أول ما أُلِّف في هذا
الموضوع، وكان أحد النماذج الأولى في موضوع التراجم التي تطورت
منهجيته بعد ذلك.

من هو محمد بن سعد؟
هو محمد بن سعد بن منيع الهاشمي مولاهم، أبو عبد الله البصري، المعروف
بابن سعد، وبكاتب الواقدي، لكونه لازم شيخه محمد بن عمر الواقدي
زمنًا طويلًا، وكتب له .

مولد محمد بن سعد ونشأته
لقد أجمعت المصادر التي ذكرت ولادته أنها كانت في البصرة سنة 168هـ،
وكانت البصرة مركزًا علميًا هامًا في ذلك العصر وقد ازدانت بعدد كبير من
العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء، فشًبَّ في تلك البيئة العلمية، وأفاد
من علماء عصره، فسمع من الكثيرين منهم .

رحلات محمد بن سعد العلمية
قدم محمد بن سعد بغداد وسكن فيها ملازمًا لشيخه محمد بن عمر الواقدي
(ت: 207هـ) ، يكتب له مدة طويلة من الزمن فعُرف به، كما قدم الكوفة
سعيًا في طلب العلم، وكانت له رحلة إلى المدينة المنورة، وأخرى إلى مكة.
ولا ريب في أن رحلته إلى المدينة تمت قبل سنة 200هـ، فهو يذكر أنه لقي
فيها بعض الشيوخ عام 189هـ كما أن أكثر الذين روى عنهم من أهلها
أدركتهم المنية قبل مطلع القرن الثالث.

وفي أثناء حله وترحاله، كان شغله الشاغل هو لقاء الشيوخ وكتابة الحديث
وجمع الكتب، ولذلك اتصل بأعلام عصره من المحدثين فروى عنهم وقيد
مروياته، وأفاد منها في تصنيف كتبه حتى وصف بأنه كان كثير العلم،
كثير الحديث والرواية، كثير الكتب.

شيوخ ابن سعد وتلامذته
إن محمد بن سعد كان على اتصال بأكبر رجال الحديث في عصره، سواء
أكانوا شيوخًا أم تلامذة. ومن يطلع على الطبقات يجد له شيوخًا كثيرين منهم
سفيان بن عيينة وأبو الوليد الطيالسي ومحمد بن سعدان الضرير ووكيع
بن الجراح وسليمان بن حرب وهيثم والفضل بن دكين والوليد بن مسلم
ومعن بن عيسى وعشرات غيرهم. ولو راجع القارئ تراجم هؤلاء الشيوخ
في كتب الرجال، لوجد معظمهم ممن لا يشك في عدالته. وهذا ما يجعلنا نعتقد
أن المادة التي نقلها ابن سعد قد وجهت بالنقد الضمني لأنه تحرى قبل نقلها
أن تكون في الأكثر مأخوذة عن العدول الثقات. وهذا الموقف هو الذي كسب
لابن سعد تقدير معاصريه ومن بعدهم .

أما تلامذته فهم كثيرون أيضًا، ومنهم أحمد بن عبيد وابن أبي الدنيا
والبلاذري والحارث بن أبي أسامة والحسين بن فَهُم وغيرهم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق