الثلاثاء، 15 يونيو 2021

المدح

 المدح


من أقوال أ. وجدان العلي
للمدح سلطانٌ خَفِيٌّ على القلب الذي يُصغِي إليه ويستشرف مظانَّه، ولا يزال
به حتى يجعل من صدر صاحبه تنُّورًا يفور بالعجب والرياء! وينقلب المدح
من "تذكير بنعمة الله"، إلى عبءٍ يشبه بلطجيَّ الحارة الذي لا يدع عملًا
يمر، حتى يفرضَ عليه "إتاوته" من التطلع إلى أعين الناس، والنظر في
أصداء ألسنتهم، أو يذبحه بسكين الشرك الخفيّ، فلا يعمل إلا للناس، ولا
يغضب إلا للناس، ولا يرضى إلا للناس! وفي كل ما مر بي من مواقف=لا
أنسى موقفًا حضرته للشيخ المسدد المبارك عبد العزيز الطريفي، وقد أثنى
عليه بعض الناس ثناءً بالغًا بين يدي كلمةٍ له، فحمد اللهَ الشيخُ، وأثنى عليه
، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أما التوقف على ما يُعْرَفُ
بُطْلانه بَدَاهةً"يعني مبالغات الذي مدحه"= فمضيعة للوقت، ثم استأنف
الحديث كأنْ لم يكن هنالك شيء! فمن عاين حقيقة نفسه، وعلم طبائع
البشر= لم يلتفت إلى مدائح الناس، وإنما يجعل الثناء إن حلَّ به=موطنًا
للشكر، ونافذةً يطالع منها جميل ستر الله عليه "وما بكم من نعمةٍ فمن الله".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق