الخميس، 17 مارس 2022

لا يرضى بمودتهم إلا خِبٌّ لئيمٌ

لا يرضى بمودتهم إلا خِبٌّ لئيمٌ



قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿ هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا
وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾
[آل عمران: 119].

تأمل قوله تَعَالَى: ﴿ هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ ﴾، إنه إخبار الله تعالى الذي لا تخفى عليه خافية،
الذي يعلم مكنونات النفوس، وما تخفي الصدور.
لا يُحِبُّونَكُمْ لدينكم وعقيدتكم، وقديمًا قيل: (عدوُّك عدوُّ دينِك)، ويظهر الأمر جليًّا كل يومٍ.
وتأخذ الكراهية لأهل الإسلام صورًا شتى وأشكالًا كثيرة، فتارة يكون بالطعن في القرآن،
وأخرى بالسخرية والاستهزاء من رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وثالثة بالاعتداء على المسلمين،
وتلك دماء المسلمين في نيوزلندا لم تجف، ورابعة بالتعدي على المساجد والمراكز الإسلامية،
وخامسة بمنعهم من إقامة شعائر دينهم والحيلولة دون تمسكهم بهويتهم، وما منع النقاب في أوربا عنا ببعيدٍ،
وسادسة بالتدخل في شؤونهم ومنعهم من تحكيم شريعة ربهم.
وأشكال الكراهية كثيرة، في كل عصرٍ وفي كل مصرٍ، والشواهد عليها تنطق بلسان فصيح،
ومنطق بليغ: ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [البروج: 8].
فلا ينخدع بعد ذلك بمعسول كلامهم إلا غرٌّ جاهلٌ، ولا يرضى بمودتهم إلا خِبٌّ لئيمٌ،
ولا يثني عليهم ويركن إليهم إلا متملقٌ ذليلٌ.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق