الجمعة، 18 مارس 2022

مناجاة العبد الضعيف للمولى اللطيف

 

مناجاة العبد الضعيف للمولى اللطيف

اللهم إنَّ مُحيطات الدنيا لا تبلغ قطرةً مِنْ مُحيطاتِ عفوك ومغفرتك.
وإنَّ عَرْضَ السماوات والأرض لا تقاربُ أصبعًا مِنْ كفِّ سترك ورأفتِك وسُبوغِ لطفك بعبادك.
ولو غفرتَ ذنوبَ مَنْ مضى ومَنْ سيأتي إلى يوم انتهاء التكليفِ ما نقصَ ذلك مِنْ خزائنِ عطايا رحمتِك وإحسانِك.
ما أنا وما تقصيري وما سيئاتي وما ذنبي في جَنْب عظمتك ورأفتك وقدرتك وتجاوزِك عن الخطأ والخطايا؟
فيا عظيمَ الكرَم
اغفرْ لعبدِك ما اجترَم.
ويا واسعَ العطايا
تجاوزْ لعبدك ما كان منه من الخطايا.
أنت الكريمُ المقصود
للعفو والإحسان والجود.
ولو لم يُذنبْ عبادُك لذهبتَ بهم وجئتَ بقوم يُذنبون فيَستغفرون فتغفر لهم.
هذا كلامُ نبيِّك الصادقِ المصدوقِ المبلِّغ عنك.
وهو كلامٌ يُدْهش الألباب، ويَسبي العقول.
يقرؤونه فيُدهشون، ثم يعودون فيستحيون، وإذا هو خطابٌ يُخْجل المذنبين، ويَقصُر مِنْ خطو المخطئين.
تباركتَ غافرًا مجلِّلًا عبادَك بالإحسان.
والصلاةُ والسلامُ الأتمان الأكملان على نبيِّك المبلِّغ عنك هذا الكرم الهَتّان.
يا خالقنا ويا رازقنا.. ويا مَن هو أعلمُ منا بخفايا النفوس وخلجات الصدور.
ويا مَن هو ألطفُ منا بنا، وأقربُ إلينا منا.
الطفْ بنا يا مولانا لطفًا لا يُغادِرُ مَخُوفًا.
وكُنْ لنا أنيسًا في العوالم كلِّها حتى لا نَرى وحشةً، ولا نحسّ كدرًا، ولا نعاني همًّا ولا بؤسًا.
عليك توكلنا في أمورنا كلها، فاستندنا إلى رُكْنٍ ركينٍ يَسعُنا.
وعلمنا علمَ اليقينِ أنك عالمٌ بضعفِنا وعجزِنا وعُذرِنا فهدَّأ ذلك مِنْ رَوعنا.
حققْ يا ربّنا الآمال، وأصلحِ البال، وأحسنِ المآل.
وتقبّلْ -على ما فيها- الأعمال.
اللهمَّ يا مبدعَ الأكوان، ويا خالقَ الإنسان، ويا منزلَ القرآن
نحن مِنْ بديعِ خلقك، وعجيبِ صُنعك، ومَنْ خاطبتَهم بكلامِك.
اللهم فلا تُعْرِضْ عن خلقٍ أبدعتَه، وإنسانٍ صنعتَه، وعبدٍ ضعيفٍ خاطبتَه وشرفتَه.
اللهمَّ سألناك بأسمائك الحسنى أنْ تُحسِنَ إلينا.
ورجوناك بصفاتك العلى أنْ تُعلي بطاعتِك وموافقتِك ولزومِ نهجك شأنَنا.
لا تُخزنا ولا تَمْقتنا فما لنا قدرةٌ على تحمُّلِ خزيك ومقتِك.
نحن عبيدُك وعبادُك.
ولا غنى لنا عن فضلك الأبدي، وجودك السرمدي.
تولَّنا بما توليتَ به أحبَّ عبادِك الطائعين.
واسترُنا بسترك الذي سترتَ به عبادَك المحبوبين.
وكُنْ لنا وليًا وكُنْ لنا نصيرًا.
وكُنْ لنا حافظًا وكُنْ لنا مُجيرًا.
إليكَ انتهتِ الرغائبُ والمطالب
يا غايةَ المنى لكلِّ راغبٍ وطالب...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق