الثلاثاء، 15 مارس 2022

لويس الحادي عشر

لويس الحادي عشر


يُحكى ان "لويس الحادي عشر" كان مُولعاً بالتَّنجيم
يُصغي كثيراً إلى العرّافين والمُنجّمين، وربما غيَّرَ رأيه بشأن أمرٍ سياسي هام فقط لأن مُنجِّماً أخبَرَه أمراً ما!
ولم يكُن أحد يستطيع أن يفهمَ كيف لملكٍ قويٍّ مثل لويس أن يكونَ ضعيفاً تجاه المُنجِّمين، حتى أنه كان يحتفظُ بأحدِهِم في قَصرِهِ لشدةِ إعجابِه بنُبوءاتِه!
وفي يومٍ من الأيام تنبَّأَ هذا المُنَجِّمُ الأثيرُ على قلبِ الملكِ بأنَّ إحدى سيداتِ القصر سوف تموت بعد ثمانية أيام
وعندما تحققت النبوءة شعرَ الجميعُ بالخوف من هذا المُنجِّم، حتى لويس نفسه!
قال لويس في نفسه: هذا المُنجِّمُ إما أنه قتلَ السيدة ليُثبتَ براعته، أو أنه بارعٌ إلى هذه الدرجةِ المخيفةِ،
وفي كِلتا الحالتين يجب أن يموت!
فاستدعاهُ إلى غرفتِهِ التي تقعُ في أعلى القلعةِ، وأخبرَ الحرسَ أن يُمسكوا به ويلقوه من أعلى عندما يُعطيهم الإشارة
التي كانت التصفيق بيديه!
وعندما وصلَ المُنجِّمُ سألَه لويس سؤالاً غريباً،
قال له: إنك تزعمُ أنكَ تعرفُ أعمار النَّاس، فلا شك أنكَ تعرفُ متى ستموت، أليس كذلك؟
قال له المُنجِّمُ: أجل، أنا سأموتُ قبل جلالتِكَ بثلاثةِ أيام!
فلم يجرؤ الملكُ على التصفيقِ بيديه، بل إنه ضاعفَ الحراسةَ على المنُجّم ليحميه!
عاشَ هذا المُنجِّمُ بعد لويس سنواتٍ طويلة، وتبيَّنَ للناسِ أنه كانَ كاذباً، ولكنه نجا بحياتِهِ لذكاءٍه الخارق!
*الحكمـــــــه*
اختلفَ شكلُ التنجيمِ اليوم، لم نعُد نرى العرافاتِ الغجرياتِ يجُبْنَ الطرقاتِ، ولا تلك الشريرة التي تُدير أمامها كرةً بيضاء كبيرة، اختبأَ المُنجِّمون وراء ألقاب ساحرة، العَالِم الروحاني، والوَلِي الذي كُشف عنه الحجاب، والخبير بالأبراج
لم يختلف المُحتوى كثيراً وإنما اختلفت الطريقة، بدل أن تسترقَ السمع على مستقبلك من عرافة، صُرْتَ تسترقَه من صفحةِ الأبراجِ في المجلة، ألا وإنَّ الدجلَ واحد، وإنَّ المُنجِّمين كاذبون، ولا يعلم الغيبَ إلا الله
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق