السبت، 19 مارس 2022

معرفة الله عز وجل وتعظيمه

معرفة الله عز وجل وتعظيمه


أن العلم بالله تبارك وتعالى أصل الأشياء كلها، حتى إن العارف بالله حق المعرفة يستدل
بما عرف من أسمائه وصفاته على ما يفعله وعلى ما يشرعه من الأحكام؛ لأنه سبحانه وتعالى
لا يفعل إلا ما هو مقتضى أسمائه وصفاته، فأفعاله كلها دائرة بين العدل والفضل، والحكمة والرحمة.
وربنا سبحانه وتعالى قد خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه، يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويعبدوه بالتوحيد،
وهذه هي الغاية المطلوبة منهم، والاشتغال بذلك اشتغال بما خُلق العبد له، وتركه وإهماله إهمال لما خلق العبد له.
ومعرفة الله تعالى نوعان:
1- أحدهما: معرفة إقرار: وهذه اشترك فيها الناس جميعًا؛ الأبرار والفجار.
2- والآخر: معرفة حب وتعظيم وإجلال: وهذه حقيقة الإيمان بالله؛ فإن المحبة والتعظيم والإجلال فروع عن المعرفة،
فمن لم يعرف ربه حق المعرفة، فلن يحبه المحبة اللائقة به، ولن يعظمه التعظيم الذي يستحقه،
ولن يقدره حق قدره، ومتى صحت هذه المعرفة للعبد أثمرت له ثمرات: منها: السكون والطمأنينة والرضا
وذوق طعم الإيمان، وذلك لمعرفته ربه بالعدل، والحكمة، والعلم، والرحمة، وحسن الاختيار،
فكلما كان به أعرف كان به أرضى، فإن ضعفت هذه المعرفة ضعف معها الرضا بحسبها، فإن عدمت عدم.
ومنها: دوام المراقبة، وبلوغ مقام الإحسان؛ فإن المراقبة ثمرة علم العبد بأن الله تعالى رقيب،
وأنه يسمع ويرى، وأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فمن كان بالله أعرف كان له أخوف،
وإن قلت هذه المعرفة، قلَّ معها خوف العبد وحياؤه من ربه.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق