الأحد، 13 مارس 2022

عندما يصطفيك الله

 عندما يصطفيك الله


« عندما يصطفيك الله » يرشدك بخفي لطفه وكريم تدبيره إلى طاعات وسنن وخيرات غفل كثير من الناس عنها؛ فييسرها لك، ويحببها إليك.
« عندما يصطفيك الله » يختارك من بين الخلق كلهم؛ فيخصك بطاعة تنفعك وترفعك؛ فلعله يسخرك في غوث ونجدةِ عبد ملهوف مضطر أعيته الحيل؛ وضاقت عليه الدنيا بما رحبت، فينزل الله رحمته عليك كما رحمت عبده، فانظر وتأمل حكمة الله ولطفه بك إذ ساق عظيم رحمته وواسع بركته إليك عن طريق هذا الملهوف المحتاج!.
« عندما يصطفيك الله » ‏يستعملك في أحسن القول وأشرف المسالك في الدعوة إلى سبيله، وتعريف الخلق به، وتحبيبهم فيه، واستمالتهم إلى سماحة شريعته، فيرزقك سر الإخلاص، ويضفي عندها على كلماتك البسيطة نوره وهديه وبركته؛ فيستضيء بكلماتك الجاهل، ويهتدي بها الضال، ويستفيق بها الغافل؛ فما أشبهك بالنبيين؛ وما أعظم أجرك أيها المسكين!
« عندما يصطفيك الله » يجافي جنبك عن فراشك، ويدعوك إلى لقائه ومناجاته؛ فيقيمك بين يديه قانتا داعيا في جوف الليل، فانظر كيف وفقك لدعائه حين نام وغفل أكثر الخلق، وتأمل كيف شرفك بمقام القرب منه والتذلل بين يديه في ساعات النزول الإلهي؛ بل واذكر كيف حماك وعصمك فلم يجعل ليلك مضاعا في المعاصي والمجون!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق